مطلع الأسبوع الماضي دشن عباس الديلمي الهجوم ضد السياسة التركية من مقال نشره في هذه الصحيفة، وقد هاجم فيه سياسة دولة لم تعتدِ علينا بشيء، أو تمسنا بسوء، فقرر حمل قميص “توكل كرمان” ومهاجمة رئيس الوزراء التركي “أردوغان” لأنه قال لها أثناء منحها الجنسية، إن كرمان ذات جذور تركية وتنسب لإقليم “كرامان”، ولا أدري إن كان “أردوغان” قال ذلك جاداً أو مازحاً، وفي الحالتين لا تنقص الرجل منجزات يباهي بها، أو حضارة يزهو بمجدها، لكن “عباس”، شن هجوماً ضد السياسة التركية حيال سوريا الأسد، وأشفى غليله من الأتراك المخالفين لسياسة الآيات والملالي بإيران
.
وظل “يتقنفز” في المبررات بطريقة لا تليق برجل نشأ في ظل اليسار، وترعرع في كنف سلطة صالح، ويريد أن يختم عمره بباقة زهد ونصائح وطنية، تشعرك برغبة شديدة في التقيؤ
.
عباس كان يشاهد “توكل” كل ثلاثاء وهي تسند ظهرها إلى جدار إذاعة صنعاء، المقابل لبوابة مجلس الوزراء، متظاهرة ضد نظام وحكومة صالح، وخلف الجدار يقع مكتب مدير عام الإذاعة، ومن هناك يسمعها تهتف بصوت ثائر، ثم يطلق ضحكته في مقيل صالح والشاطر من البنت “اللي ما بتخزاش”... اليوم هو خائف من سرقتها حد الهلع، وخائف من أن يسرق الأتراك علينا الكاتبة أروى لأن جدها اسمه عثمان، نسبة إلى الدولة العثمانية، أو يسرقوا “أمل” لأن لقبها “الباشا”... اطمئن يا عزيزي لن يسرقونهن، فـ «السيدة أمل محمد عباس المتوكل» يمنية خالصة وإن حملت لقب “الباشا”.. وأردوغان لا يعاني من عقدة نقص، وليس حوله شعراء وكتبة يجعلونه يقدم مبادرات لحل أزمات فلسطين والصومال والجامعة العربية والأمم المتحدة، ولا يقفز على حبال الجغرافيا هروباً من استحقاقات الداخل، فهو رئيس الحكومة الذي اعتذر عن قبول مساعدات العالم في زلزال مدينة«أولودينيز» في يونيو 2012
.
الأحد الماضي كان وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو يضع إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي التركي بصنعاء، وفي الخلف منه مظاهرة صبيانية ضد السياسة التركية... ما هي هذه السياسة، وضد من توجه؟
!
الجزر اليمنية كلها تحت السيطرة، ولم يحتل الأتراك شيئاً منها، وحتى الآن لم يُقبض على خلية تجسس تعمل لتركيا، وليس لديها مطامع في تصدير ثورة، أو مذهب، ولم تعاد ثورة اليمن، ولا أمنها واستقرارها، فضد أي سياسة نتظاهر؟
!.
ما نمر به اليوم هو ضريبة الحرية والديمقراطية، وهي مرحلة للغربلة والتصحيح، حالنا السياسي شبيه بحال الصحافة اليمنية عقب إعلان الوحدة، حينما تدافع الجميع لإصدار الصحف، ثم انكمشت، وضعف السوق والمضمون
.
arefabuhatem@hotmail.com