|
إيران.. وما خفي كان أعظم!
بقلم/ عباس غالب
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 10 أيام الأربعاء 10 أكتوبر-تشرين الأول 2012 08:11 م
أعترف أنني أقترب من جحر الثعابين وأنا أقلب في قضية كُتب على ملفها وبالخط الأحمر العريض “ممنوع الاقتراب”.. ويكفي للتدليل على ذلك أن تومىء إلـى الخـطر الإيراني القادم وأطماعـه التوسعية فـي اليمن والمنـطقة حتى تنهال علـيك سهام المؤيدين والمباركين لهذا التدخل تحت تبريرات واهية لا تخفى على أحد.. أو تقـابل بنيران صديقة لا تكـاد تفـرق بـين الولاء الـوطني الصرف والمطالب الحقوقية لهذه الشريحة أو تلك .
أقــول هـذا الـكلام بعـد أن تـأكد للأجهزة الأمنية والداوئر السياسية صدقية هـذا التـدخل المتمثل في تمـويل إيران للحركات الانفصالية بالمال والسلاح وشراء الذمم ومحاولات التشيـيع القائمـة على قدم وساق في أكثر من منطقة، بـل ويتأكد هذا الكلام أكثـر من ذي قبـل بعد إلقاء القبض على شبكات تجسس إيرانية تعمـل عـلى تجـنيد اليمنيين لإثارة الفوضى والشغب وافتعال الأزمات، حيث وصـل عـدد هـذه الشـبكات التجسـسية الـتي تم كشفها مؤخراً إلى نحـو ست شبكات.. والكـلام للأخ المشير عـبــدربه منـصور هــادي، رئــيس الجمهورية في محاضرته التي ألقاها فـي زيارته الأخيرة لواشنطن، يضاف إليها الشبكة السابعة التي تم كشفها ونشر جانب من الظروف المحيطة والتي سهلت عملية إلقاء القبض على أفرادها وهم يتسترون بعباءة الاستثمار عندما حاولوا إدخال شحـنة مــن المـعدات العسـكرية والتي تضم صواريخ وأجـهزة اتصـال ومتفجـرات عـبـر مـينـاء عــدن البـحري ومـا خــفي كـان أعظـم.
وأنـا هنـا- كـمراقب- لســت بحـاجـة إلـى تذكـير القـارئ الكـريم بالـتدخل الإيـراني فـي العـراق وفـي لـبنان وفـي البـحرين والكويت والسعودية، وها هي أيادي الأخـطبوط تمتد إلى هذه الرقعة مـن الأرض اليمنية في محاولة لتحويلها إلى لولاية شيعية ولو بعد أمـد طويل.. بعد أن عبثت هذه الأيـادي - قبل ذلك ولاتزال - في الداخل السوري، حيث عملت على أطالة أمد هذه الأزمة ..وكأن الساسة في إيران يحاولون بافتعال تلك الأزمات تصدير مشاكلهم الداخلية إلى الخارج لصرف النظر عن الأزمة مع الغرب بشأن المفاعل النووي وأزمة النظام في الداخل مع الأطرف السياسية، سواء فـي استــخدامه العنـف مـع المـعارضة أو كـذلك في التـدهـور الاقتصـادي الــذي يعـيشه الإيـرانيون وفـي أحــد أوجـهه ما تواجهه العـملة الإيـرانية مـن تـدهـور شديد بفــعل السـياسيات الخـاطئة والإنفـاق المـهول على تغذية النزاعات في المنطقة كما هي الحالة السورية التي يتردد بأن إيران أنفقت أكثر من عشرة مليارات دولار لتسليح النظام السوري مؤخر.. وقس على ذلك المبالغ الطائلة التي تنفقها في دول عديدة مستهدفة تحقيق تلك الغايات والطموحات التي لا حدود لها.
إنني أشعر بالمرارة من أن يأتي هذا التدخل من قبل قيادة لدولة إسلامية يفترض بها أن تكون عامل أمن واستقرار ووحدة لهذه الأمة بدلاً من أن يتمحور دورها على هذا النحو الذي يثير النعرات المذهبية والطائفية ويغذي الفتـن الداخلية و يمول الحروب الأهلية.. وأشعر بالمرارة أكثر وأنا ألمس هذا الصمت المخيف الذي يخيم على عقـول النخب والمـؤسسات الثقافية والإعلامية سواء في الدول العربية التي تتعرض لمثـل هـذه الهجمة أو في اليمن، حيث أكاد لا أسمع صوتاً للحـق يزأر في وجه هـذا التمدد عدا أصوات خافتة تقترب مـن المسألة من زاوية لاعـلاقة لها بالوطن، ولكن تتناولها من منطلقات اختلافها إن مع الحراك أو الحوثيين ..حيث إن المطلوب من هذه القوى - على مختلف مشاربها - جدية الاصطفاف الوطني للخروج بالوطن من حلقات النزاعات وإعلانها بصورة جلية لا لـبس فيها رفضها لأي تدخل من أي طرف كان وذلك لاستكمال جميع الأطراف مهمة الفترة الانتقالية بنجاح وعلى قاعدة المبادرة الخليجية المزمنة، إذ أن من شأن هذا الاصطفاف الوطني الواسع أن يسقط رهانات البعض في إبقاء اليمن داخل مربع الاقتتال والفوضى الذي لن يقود إلا إلى نتيجة واحدة وهي انهيار اليمن وتطاير شظايا هذه المعركة إلى خارج الحدود.
أما بعد.. فإنني أطالب إلى جانب هذا الاصطفاف الوطني سرعه قيام الأجهزة المختصة بتقديم أفراد هذه الشبكات التجسسية إلى المحاكمة العلنية حتى يكون الرأي العام المحلي والخارجي على اطلاع بأبعاد تلك المخططات وكشف الأشخاص الذين يقومون بتمويلها وتنفيذها سواء كانوا من الداخل أو الخارج.. إذ أن مثل هذه الخطوة بالإضافة إلى ذلك- ستضـع الحقائق كـاملة ومجردة عن أولئك اللذين يحاولون العبث بأمن واستقرار هذا البلـد فضلا عن إزالة الغشاوة عن أعين بعض المترددين أو الصامتين إزاء هـذا الـدور الإيراني الذي بدأت ملامح مخططاته تبرز إلى العلن.. وما خفي كان أعظم!!.
|
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|