|
سفك الدم اليمني!
بقلم/ محمد المقالح
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 4 أيام الأربعاء 19 سبتمبر-أيلول 2012 05:21 م
حكومة الوفاق الوطني وأجهزتها الأمنية قتلت 4 متظاهرين، وجرحت العشرات، واعتقلت المئات، ولا تزال تلاحق البعض حتى الآن.
جريمة هؤلاء جميعا أنهم كانوا يعبرون عن غضبهم، ويتظاهرون سلميا احتجاجا على الإساءات "الأمريكية" للنبي محمد (ص)، مثلهم مثل بقية عباد الله من العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.
لم تعتذر الحكومة اليمنية لليمنيين هؤلاء، بل أدانتهم، ولم تعزِّ أو تواسِ أسر الضحايا اليمنيين، ولم تحقق حول جريمة قتل وجرح العشرات من اليمنيين حتى الآن. يا إلهي كم هي غلظة هذه الحكومة مقارنة بسابقاتها.
دماء اليمني رخيصة في اليمن، ولا قيمة للإنسان هنا، ولدى حكومة الثورة والوفاق الوطني تحديدا، وإلى درجة أنها لم تفكر أصلا في كيفية إرضاء غضب الشارع اليمني، بقدر ما ذهب ذهنها ووجدانها باتجاه تهدئة الغضب الأمريكي.
ما يحدث مقابل ذلك كله، وما تسمعونه من لجان تحقيق واعتذارات، هو أن أتفه حكومة في تاريخ اليمن تجري تحقيقات حول اقتحام السفارة الأمريكية وسرقة الطابعة الأمريكية، وتتجاهل دماء وآلام اليمنيين، بل تجرمها.
بالمناسبة، الشهداء وغالبية الجرحى هم ممن لم يقتحموا السفارة، ولم يسرقوا الطابعة الأمريكية.
إذا لم تدفع هذه الحكومة ثمن جريمة سفك الدم اليمني، والسماح لقوات المارينز بانتهاك السيادة واحتلال شيراتون، فإنها ستبيع اليمن واليمنيين بالقلي واللسيس.
وستتكرر جريمة القتل مرة أخرى، وبنفس الطريقة من البرود. والخطاب هنا موجه لم يسمون أنفسهم ثوار.
كل العرب والمسلمين يتظاهرون ضد الفيلم المسيء للنبي محمد، ما عدا بيانات ووسائل إعلام الجماعة في صنعاء، التي تتحدث عن مظاهرات ضد اقتحام السفارة الأمريكية.
**
لا حوار بدون الاعتذار، ولا حرية مع التهديد.
على لجنة الحوار التي نثق بها حتى الآن أن تسأل نفسها ماذا عن محاولة اغتيال أحد أعضائها وأهم الشخصيات الوطنية الحريصة على الحوار وعلى إخراج اليمن من مأزقها؟
... إلى أين وصلت جهود الدولة وأجهزتها الأمنية بخصوص ملابسات محاولة تصفية الدكتور ياسين سعيد نعمان؟
ماذا عمل الرئيس هادي بنقاط التفتيش العسكرية التي تسببت وقد تتسبب بكوارث وجرائم اغتيالات واسعة وخطيرة تعيد اليمن الى نقطة الصفر؟
.. لماذا لا يستغل الاستنكار الشعبي الواسع للجريمة، ويتخذ قرارا صحيحا تأخر كثيرا، يؤدي إلى إنهاء عملية الانقسام داخل المؤسسة العسكرية، والذي يقف -وبتعبير الرئيس نفسه- خلف كل الجرائم التي وقعت حتى الآن؟
إذا كانت هذه السلبية واللامبالاة من قبل الرئيس ومن قبل الدولة تجاه محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان، فكيف سيكون الوضع مع أي عضو من أعضاء اللجنة الآخرين (الحوثيين مثلا)، والذين هم عرضة للقتل والتصفية في شوارع صنعاء وأزقتها بسهولة، ومن دون جهد في تبرير الجريمة؟
أي حوار هذا والمتحاورون أنفسهم مهددون بالقتل والتصفية من قبل القوى النافذة، ودون أن تحرك الدولة وأجهزتها المختصة أي ساكن؟
وأية حرية في طرح القضايا والتعبير عنها وأصحابها مهددون في حرياتهم وحياتهم؟
في السياق نفسه، على لجنة الحوار أن تسأل نفسها عن النقاط الـ20 التي أقرتها بالإجماع، واعتبرتها أساساً لإنجاح الحوار.. هل هناك إمكانية لتنفيذها من قبل الرئيس والحكومة وبقية الأطراف، أم أنها كما قال هادي فوق طاقته وطاقة الحكومة؟
إذا كان الأمر كذلك "فوق الطاقة"، فلماذا السيرة والجية والتصريحات والبرطعيات..؟ وقفوا الحوار أحسن لكم.. إنه فوق طاقتكم أيضا.
لا تكونوا يا أعضاء لجنة الحوار، ونحن نثق بكم، غطاء لتقطيع الوقت والإفلات من حوار الدولة المدنية التي ضاع الحديث عنها بضجيج الأسلحة والنقاط المنفلتة والاغتيالات.
**
التمكين من السلطة!
حتى الآن غير الإصلاح معظم المحافظين، وبدون انتخابات، وبواقع اثنين "للثورة" مقابل واحد "للبلاطجة"، إلا بطل "جمعة الكرامة"، فإنه لا يزال في المحويت محافظا حتى الآن.
الرئيس هادي غير هو الآخر كل قادة المناطق العسكرية، إلا قائد المنطقة الشمالية الغربية "المنشق" عن الجيش، فإنه لا يزال قائدا منشقا في مذبح حتى الآن.
بعد التعيينات الأخيرة، هل نستطيع القول بأن الرئيس هادي يقود انقلابا على المبادرة يمكّن فيه نفسه والجماعة من السلطة بدون انتخابات؟
تغريدة:
طابعة السفارة الأمريكية وكرسي وزير الداخلية والنقطة المجهولة حق الفرقة ومناديل السيد رئيس الوزراء... هههههههههه.. كلها تجتمع في نقطة واحدة هي الابتسامة التي تحكي عن المأساة.
*صحيفة الاولى:
|
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|