|
الإصلاح كسني مسلح يتجول في صنعاء
بقلم/ محمود ياسين
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 22 يوماً الجمعة 31 أغسطس-آب 2012 06:35 م
مأزق الإصلاح أنه الآن المسلح السني القوي الذي يتجول في صنعاء، وددنا لو يتمكن من الانتقال ويخوض حتى في صراع القديم والجديد محاولاً التخلص من قدمه"بكسر القاف"غير انه فوجئ بأن مزايا قوته التي حصل عليها من رحيل صالح أهلته لتهديد الحوثيين وأقوياء المنطقة المركزية وبقايا نظام صالح ووحدتهم بوجهه.
لو حصلنا على صراع جديد, وليت أننا حصلنا على جبهة تقدمية لنتصارع على تمثيل المستقبل ،لكننا حصلنا على ما يكفي بالكاد للتورط في إيقاظ ماضي صراع الفرق الإسلامية الطائفية ممثلة بمحاربين كان صالح يستخدم هواجسهم ضد بعضهم وأصبحوا الآن وجهاً لوجه وتحت تصرف الماضي.
لا أجزم بما كان يوده الإصلاح وأي هوية سياسية كان ينحتها غير انه حاول مسايرة الجديد بنوايا جديدة وطباع قديمة فوضعه الماضي في الخندق الذي يلاءم حاجته لنمطه المفضل من الصراعات وليس بما يلاءم حاجة الإصلاح للانتقال.
أخشى أن يرث الإصلاح الآن كل تحديات الطارئين المسلحين على صنعاء بمعزل عن أيدلوجيتهم, وان يمثل لبعض أقوياء المنطقة المركزية من وجهة نظر بسيطة، أن يمثل الإصلاح نموذجا متطورا من عبد الرقيب عبد الوهاب واحمد عبد ربه العواضي.
أنا هنا بصدد تخمين دوافع بعض القلقين في صنعاء ومحيطها الأيدلوجي من قوة مقلقة بحجم الإصلاح،
الإصلاح الذي تلكأ في مشاركة القوى المدنية وحال بين قيادات الصف الثاني المسلحين بالنظرية الإسلامية الثانية وبين الوصول لقاعة الاجتماعات فأصبح تحت تصرف الحوثيين الذين لا ندري عن برنامجهم السياسي إلى الآن شيئا غير مجابهة الإصلاح، وليت انه لا يتورط في هذا الدور السني الذي لا يستقيم وبرامجه الداخلية ولا حتى روحية الإخوان أو الدوافع العدائية لأغلب قيادات التجمع، فلم أسمع يوماً من أي قيادي إصلاحي صادفته ما يشير لموقف أيدلوجي عدائي من روح المنطقة الزيدية، ناهيك عن انتماء أمناء عموم الإصلاح منذ الوحدة ينتمون سكانياً للمنطقة المركزية, غير أن هوية الحزب الصراعية مع أيدلوجيا ضد،بقيت منذ ائتلافهم مع الاشتراكيين تشير نحو أقاصي الشمال ملمحة بأكثر من طريقة للخطر الهادوي وما شابه.
يفترض بنا البحث عن طريقة للإفلات من هذه الوضعية وحياتنا تمر بين خندقين حفرهما الماضي, واختار لهما محاربين جُدُداً وعلينا تفهم مخاوفهما نحن العزل من أي دافع غير الدوافع الحقوقية الحداثوية الفردية نتجول بها في المقايل ونخشى صراعهما, ولا ندري على من تقع مسؤولية إعداد البلاد لهذا الصراع ،نود لو ينجو الإصلاح من شخصيته السنية التي لم يخترها ونود لو نرى الحوثي ليس زيدياً إلى هذه الدرجة.
المضحك إننا نريد من كل هذه الجهات منحنا صراعاً جديداً على مقاسنا وحرباً نجيدها ونملك أدواتها من مقولات وأحلام وكتب وتمجيد تجارب تغيير وشخصيات صارعت على حق الإنسان في المساواة, والأمان والحرية, وليس على حق الجماعات في ميراث الله. |
|
|
|
|
|
|