محمد الشلفي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
محمد الشلفي
دولة القبيلة

بحث

  
بلد المليون شيخ ومرافق!!
بقلم/ محمد الشلفي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 26 يوماً
الأحد 26 أغسطس-آب 2012 05:20 م

يصدق من يقول: لو افتخر الآخرون بأنهم من بلد المليون شاعر، فنحن بلد المليون شيخ ومرافق .. مئات الأشخاص مستعدون لقتل أنفسهم حماية لعشرات الأشخاص حتى لو كانوا يعملون ضد وطنهم.
ليس الجيش بعيداً عن هذا، فمهاجمة وزارة الدفاع من قبل جنود من الحرس الجمهوري واحد من الأمثلة على ضعف الوطنية وثقافة المواطنة لحساب ثقافة “المرافق” و”الشيخ” الصنم والأقنان.
انتقلت هذه الثقافة بل تم نقلها تعمّدا لضمان ولاء الجنود للحاكم، ضعفت معها التربية الوطنية لدى فئة من الجيش اليمني غلب ولاؤهم للأشخاص على حساب الوطن، وضعفت نفوس من يقفون وراء إحباط عملية هيكلة الجيش على أساس وطني لا طائفي ولا قبلي ولا عائلي، منذ أن كانت مطروحة بعد الوحدة.
ما يحدث نتيجة طبيعية لعقود من تكريس العصبيات في المجتمع وداخل الجيش، ولم تستطع “ثورة التغيير” التي ظلت طوال الوقت تنادي: أنا الشعب أنا الجيش، مُعْلية من شأنهم على الحاكم، أن تغير وعْيَ أناس ظلوا يرددون إلى اليوم: الحاكم أفضل منّا، أحسن منَّا، ونحن بدونه لا شيء دائما وأبدا ليعطِّلوا عقولهم عن التفكير.
لقد حكمتنا عقلية الشيخ، وتحوّل الشعب من أصحاب حق إلى مرافقين لدى حاكم يسّيرهم بما يخدم مصالحه وبقاءه على كرسي الحكم، ومن مصلحته الإبقاء على ثقافة المرافق التي نراها اليوم حتى مع من يدَّعون أنهم ثوَّار.
أصبحنا أمام ظاهرة منتشرة في اليمن لها فروع وأصول، مشايخ صغار وكبار، وشيخ حارة وشيخ عزلة وشيخ بلا قبيلة لكن بشهادة مصلحة القبائل ، وشيخ من مطلع وشيخ من منزل، وربما يصبح لدينا شيخ لكل بيت يمني، وأصبحت المشيخة نموذجا يطمح إليه خلق كثير.
ومن مفارقات الأمر هو أننا نرى قادة الأحزاب المؤثرين ورجال الاقتصاد والسياسيين يسيرون بدون حراسة أو بأدنى، وبشر لا وزن لهم ولا نستفيد منهم بشيء سوى تدعيم ثقافة العبودية والتبعية وأخلاق المهانة بعشرات المرافقين وبأحدث السيارات والأسلحة.
كما أثبت حدث وزارة الدفاع ووزارة الداخلية قبله بأننا سنظل نواجه من لا يعرفون مصلحتهم وحقوقهم ويفضلون دائما لعب دور المرافق الذي يضحي بروحه ويموت بلا هدف ولا يتذكره أحد، وينام في الباب بينما “شيخه” و”قائده” ينام في ماله وحقه وهو يستمتع بحياة مهينة.
 بعد ثورة 25 يناير المصرية صدر قانون يعاقب من يمارس البلطجة بالإعدام، ونازلتنا أكبر إذ نحن أمام تمردات عسكرية خطيرة يجب أن تواجه بحزم لمن يرتكبها لأن ذلك يمس أمن المواطن والحق العام وهيبة الدولة. ونحن أمام ثقافة "الشيخ" و"المرافق" و"الرعية" تمجد العنف والتعدي على مهام الدولة وتخرق القانون، وتقف عائقا أمام بناء الدولة، وتكرس لثقافة العبودية وإهانة النفس التي كرمها الله وتنتقضها، كما تعزز الفوارق في المجتمع على أساس طبقي. ويحدَّثك شيخ عن الحرية والمدنية والمواطنة المتساوية وهو أول من يمتهن الإنسان ويحوله إلى مجرد مرافق بلا هدف سوى حمايته والموت في سبيله.
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
الرئيس/علي عبدالله صالح
البداية الثانية
الرئيس/علي عبدالله صالح
كاتب/اقبال علي عبدالله
المؤتمر والتغيير الشامل
كاتب/اقبال علي عبدالله
كاتب/عبدالجبار سعد
عندما نتودد لأعداء الله بذبح التاريخ !!
كاتب/عبدالجبار سعد
كاتب/سامي نعمان
إعلانات الداخلية، ومسؤولية أجهزتها!
كاتب/سامي نعمان
كاتب/امين محمد شرف
الشعبي العام أمام خيارات أسوأها التفكك
كاتب/امين محمد شرف
صحافي/عبدالله حزام
الذوق العام.. رصيدنا ينفد..!!
صحافي/عبدالله حزام
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية