عقيل محمد المقطري
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عقيل محمد المقطري
حين يكون القضاء مستقلاً نزيهاً

بحث

  
صناعة الأصنام البشرية
بقلم/ عقيل محمد المقطري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 27 فبراير-شباط 2012 06:52 م

في الدول المتقدمة والمتحضرة لا ترفع صور الزعيم بالشوارع والمكاتب ولا تعطى أي قداسة وأقواله لا تعظم ولا يشرحها الصحافيون ولا الخطباء ولا المذيعون عبر وسائل الإعلام للناس طيلة الليالي والأيام بل إنه في نظرهم شخص عادي يخدم البلد والشعب وأقواله ينتظر الناس أن تترجم إلى عمل مالم فإن شعبيته تبدأ بالانحدار والتدني.. أما فيما يسمى بالعالم الثالث وخاصة البلاد العربية فإن صورة الزعيم مقدسة ولا يستطيع أحد أن يمسها بسوء ويجرّم ويعاقب لو مزقها أو أنزلها من الحائط لأنه الرمز دون سواه وابن البلد البار وغيره أصحاب عقوق وهو الفارس والصقر وهو باني النهضة وو...إلخ.. من سلم المدائح الكاذبة.. لقد أوجدت الأنظمة في البلاد العربية الأبواق التي تسبح بحمدها بل وربما استأجرت أشخاصا من خارج البلاد وسخرت لها وسائل الإعلام لتمجيد أقوال الزعيم الملهم وكل شخص من هؤلاء يتناولها من وجهة نظره وبعضهم ممن ينسب إلى العلم للأسف الشديد لذلك ضللوا على والشعوب وشكلوا في عقولهم هالة للزعيم مما جعلها تخرج في الشوارع تصفق وتهتف “ بالروح بالدم نفديك يا ...” و ( ما لنا إلا .... ) لقد قامت الشعوب وبمشاركة من هؤلاء الأبواق بصناعة أصنام بشرية تمجدها وتدافع عنها وتقاتل دونها وتطيع أوامرها فيخرج ذلك الجاهل الظالم ليقتل إخوانه تنفيذاً لأوامر الزعيم .
لقد أوصلت الشعوب هؤلاء الزعماء إلى مرتبة الألوهية “لا يسألون عما يفعلون” حتى قال بعضهم في دولة عربية لزعيمه القائد المؤمن : لو كان لي من الأمر شيء لجعلت في منزلة ( لا تسأل فيها عما تعمل ) وسمعنا في بعض وسائل الإعلام من يقول: الرئيس الفلاني عندي نبي وآخر يقول : الشعب تعداده عشرون مليون والرئيس عندي بعشرين مليون، ما هذا يا أصحاب العقول؟! هل هؤلاء الزعماء دماؤهم طاهرة ومقدسة حتى يكون الواحد منهم بعشرين مليوناً بل قال قائل من هؤلاء المتزلفين لزعيمه : يبكون على قتل اثنين أو ثلاثة اقتل مليون مليونين ثلاثة (طز) المهم تبقى أنت فإذا بالتصفيق يملأ القاعة ويهز الزعيم رقبته رضى بما قاله ذلك البوق والله أعلم كم استلم على تلك المقولة يا أصحاب العقول أقول : 
يا ليتنا رأينا تنمية وحضارة وخدمات وأمناً واستقراراً وحفاظاً على المال العام والثروات .. لكن ما وجدناه أن البلدان العربية من أفسد الدول مالياً وإدارياً حتى أن اليمن في عام 2010م حصلت على المرتبة (164) في الفساد المالي والإداري وفي كل دورة يحسب منظمة الشفافية الدولية تتدني هذه البلدان هذا هو ما جعل الزعماء يطغون و يتفرعنون، ويصدقون أنه لا يوجد في الأمة غيرهم ومن هنا جاء الطغيان والاستبداد ونهب الثروات والفساد المالي والإداري.
ونحن في اليمن الجديد علينا أن ننتبه لهذا المنزلق الخطر وألا نكرر الخطأ مرة أخرى فلا يمجد الرئيس ولا تضفى عليه الالقاب ولا تُرفع صوره في كل مكتب وشارع وعلى الشعوب أن تبقى مراقبة لأداء الرئيس والوزير والمدير فإن أحسن شكرناه وإن أساء أقلناه.. وعلينا أن نسكت ونخرس تلك الألسن والأقلام الأفاكة التي تتزلف على حساب الشعب وتصنع الفراعنة والديكتاتوريات ، إننا لا نريد أن نسقط الديكتاتور ونبقي الديكتاتورية بل نريد أن نسقط الديكتاتور وثقافة الديكتاتورية وإننا بحاجة ماسة إلى أن يحول الرئيس والوزير أقواله إلى منتج يستفيد منه البلد ويستفيد منه الشعب ولا نريد ترويج الأوهام والكذب على الشعوب والله الموفق .
  www.almaqtari.net
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/محمد انعم
لماذا هرب المشترك من دار الرئاسة؟!
كاتب/محمد انعم
كاتب/مروان الترب
دور الإعلام وأهمية المرحلة
كاتب/مروان الترب
دكتور/محمد حسين النظاري
وجه الشبه بين مقاطعة انتخاب الرئيس وتنصيبه
دكتور/محمد حسين النظاري
كاتب/عبده محمد الجندي
الثورة علم تغيير المجتمع
كاتب/عبده محمد الجندي
صحافي/احمد الزرقة
كذبوا حين قالوا إنهم ثاروا..
صحافي/احمد الزرقة
كاتب/نصر طه مصطفى
لهذا نقف مع الرئيس .. ماذا بعد أن انطوى عهد الرئيس
كاتب/نصر طه مصطفى
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية