|
كيف انتصر الشهيد الحي الرئيس علي الصالح
بقلم/ طارق عبدالله ثابت الحروي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 15 يوماً الإثنين 06 أغسطس-آب 2012 01:37 ص
كيف انتصر الشهيد الحي الرئيس علي الصالح (حفظه الله ورعاه)
لإرادة حركة التغيير الوطني في السنوات الخمس الأولى من حكمه !!!
- كيف انتصر الشهيد الحي الرئيس علي الصالح (حفظه الله ورعاه أدام الله في عمره كي يرى حلمه في يمن جديد قد أصبح حقيقة على يد الرجال المخلصين من شباب اليمن) ورفاقه لمشروع حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا منذ الدقائق الأولى من توليه لمقاليد قيادة حركة التغيير الوطني ثم النظام السياسي الذي لم يكن الوصول إليه سوى وسيلة للوصول إلى الغاية المنشودة ؟ كيف انتصر لدماء رفاقه الزكية الطاهرة وعرقهم الذي لم يجف منذ قيام ثورة 26 سبتمبر ومن ثم لصبر وتفاني وتضحيات وأمنيات وأحلام أمته وأبنائها التي حلمت بواقع جديد يعيد صياغة وبلورة واقعها وطموحاتها بحياة كريمة تعيد لها كرامتها ودور محوري مهم في قلب مسار الأحداث الرئيسة، يعيد لها وزنها وثقلها كما أرادها الله تعالى جل في علاه ؟
- كيف أنتصر لها مع رفاقه من قيادات وعناصر إدارة الرئيس الشهيد ألحمدي ورجال ثورة سبتمبر العظيمة في سنواته الأولى تولي مهام قيادة حركة التغيير الوطني في ضوء ما حققه من نجاحات مهمة جدا في اتجاه إنفاذ وتثبيت مرتكزات مشروع حركة التغيير الوطني وصولا إلى إيقاف وإعاقة حركة ومن ثم مرونة وانسيابية حلقات المخطط الانقلابي في الوصول إلى أهدافه الرئيسة المعلنة وغير المعلنة القاضية باجتثاث وتصفية مشروع حركة التغيير فكرا ومشروعا وأفرادا قدر ما استطاع إلى ذلك سبيلا، الذي تقوده العناصر والقوى المنتمية للتيار التقليدي المحافظ (القبلي) والمتطرف (الديني) وشركائه الذي تمثله في الوقت الحالي حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحزابا رئيسة في تكتل اللقاء المشترك تأتي في مقدمتها الأجنحة المتطرفة في الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري- من جهة- وحزب الحق -الحركة الحوثية وحزب البعث فرع سوريا، في تراجيديا قل نظيرها تكشف أمامنا طبيعة ومستوى ومن ثم أدق التفاصيل حول أسرار وخفايا العلاقة القديمة- الجديدة التي تربط بينها هذه الأحزاب منذ عقد السبعينيات إلى يومنا هذا (وهذا ما سوف نفرد له مقالة خاصة) ؟
- كي نصل بموجبها إلى واحدة من أهم التفسيرات الرئيسة من وجهة نظري حول طبيعة وماهية السر الحقيقي الكامن وراء الهجمة الشرسة التي تعرض لها الرئيس علي الصالح منذ العام 2004م، وبلغت حد الذروة منذ مطلع العام الماضي من قبل مكونات التيار التقليدي وشركائه، لدرجة لم يستطيع الكثيرين تفسيرها بشكل واقعي لحد الآن، هل كانت ضده بشخصه أم بصفته الاعتبارية كقائد مؤسس ورائد لمشروع حركة التغيير الوطني التي شقت طريقها رغما عن أنوفهم وإرادتهم، أم الاثنين معا ؟ علما أن الكثير من قياداتها وعناصرها لا يوجد في جعبتها إلا القليل جدا ضد شخصه والكثير له، ثم لماذا تستعر الأجواء فجاءه وترتعد فرائص أرجلهم وترتجف قلوبهم وتزوغ أعينهم وتتشقق شفاههم ويجف الريق في حلوقهم عندما يُذكر أسمه أو تظهر صورته أمامهم في أية مناسبة بعد قبوله بمحض إرادته التخلي عن مقاليد السلطة لحماية ما قضى مع رفاقه عمرهم كله في بنائه وتشييده حجرا فوق حجرا ؟
- وهذا ما نحن بصدد تناوله بخطوطه العامة بدون الخوض في التفاصيل في موضوع مقالنا هذا وتحت هذا العنوان وفي هذا التوقيت تحديدا كي نضع النقاط على الحروف ولست أدري أن الناس والمعنيين منهم بوجه خاص يقرءون وإذا قرؤوا هل يفقهون !!!، في محاولة مني تسليط الأضواء على واحدة من المحطات الرئيسة في تاريخ اليمن المعاصر، كي يتسنى لأبناء الأمة ومثقفيها وقياداتها معرفة بعض أهم الحقائق حول ما جرى ويجري وسيجري براءة مني لله والتاريخ واليمن دولة وشعبا وتاريخا وطموحا ولا نريد بها إلا مرضاته وحبه، وشهادة مني أقولها بملء فمي في حق رجل من أشجع رجال اليمن وفرسانها وفي هذا التوقيت تحديدا الذي تجفل قلوب الكثيرين عنها، اسطرها بقلمي الذي كرمه الله جل في علاه بالشرف الرفيع أن يكون بينكم ومعكم على الحق ضد الباطل وأهله، سيما في هذه الأجواء المعتمة التي تعيشها شرائح وفئات مختلفة من المجتمع وأطيافه تحت مسميات شتى ما أنزل الله بها من سلطان (الثورة، التغيير، ثورات الربيع العربي، الفوضى الخلاقة، الدمار، المجهول...الخ).
- ثم فإن من سوف يتسنى له الإطلاع على أوردته من دلائل تاريخية ضمن إطار رؤية تحليلية موضوعية جديدة في خطوطها العامة يستسيغها العقل والمنطق ضمن منظومة شبه متكاملة من المقالات المنشورة أو التي مازالت قيد النشر أو الإعداد، وبقى متمسكا برأيه وموقفه فيه ومنه (الرئيس الشهيد الحي علي الصالح) ومن طموحات شعبه الذي تتبناه حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا ورموزا، ولم يستطيع التمييز بين رجال اليمن المخلصين وألد أعدائها وخصومها.
- فإنه يكون قد أضاع على نفسه فرصة ذهبية لا تعوض للتكفير عن خطاياه وجرائمه التي اقترفها إزاء نفسه ومستقبله قبل أن يكون بحق اليمن دولة وشعبا وتاريخا وطموحا ورموزا وأصر على إعمال عواطفه والإيغال في أوهامه وأحقاده البغيضة والدفينة لليمن ورموزها بدلا من عقله وقلبه وعينيه الذين بهم توزن الأمور استنادا للمقولة المأثورة (من لم تسعفه القيم والمبادئ كي يبقى على جادة الطريق الصحيح، فعليه أن يتذكر قيم الرجولة فإنها كفيلة بإعادته إليها)، وأرتضى لنفسه أن يبقى مجرد تابع ومتلقي سلبي ومن ثم حامل لتوجهات ومواقف ومصالح العناصر والقوى المنتمية للتيار التقليدي وشركائه المعادية لمصالح اليمن العليا شكلا ومضمونا بدون أن يكون له مصلحة تذكر في ذلك، وبالتالي حجر عثرة حقيقية أمام نهضة اليمن ووسيلة وجسر لتمكين هذه العناصر والقوى من استعادة توازنها وقدرتها على الإمساك بزمام الأمور.
- من نافلة القول أنه بمجرد أن وقع الاختيار على ترشيح الرائد علي الصالح من قبل القوى الدولية التي فرضته على حلفائها الإقليميين والمحليين كي يكون رئيسا لليمن لفترة محدودة جدا (مرشح توافقي)؛ بما يتفق مع توجهاتها ومصالحها الحيوية في شبه الجزيرة العربية فرضتها المعطيات الظرفية للبيئتين الداخلية والخارجية، ووافق عليه طرفي الصراع من عناصر التيار التقليدي والتيار التحديثي التحرري، سيما أن الأخير كان قد وضع بين فكي كماشة منذ العام 1977م، جراء الضربات المتتالية والموجعة التي استهدفته ضمن إطار سيناريو تصفية النظام الوطني ورموزه وصولا إلى مشروع حركة التغيير الوطني كما أشرنا إلى بعض أهم معالمها الرئيسة في مقالنا المنشور في صحيفة الديار تحت عنوان (أوراق مجهولة من تاريخ رؤساء اليمن) في عددها (217) الصادر بتاريخ 17/7/2012م ومن قبلة في الصحافة الالكترونية بعنوان (جريمة جامع النهدين: قراءة في البعد الاستراتيجي حول طبيعة وجذور السيناريو (القديم/ الجديد) المرسوم تكشف لنا ماهية الجهات المتورطة فيها حتى النخاع !!!!!).
- والذي كان يعني بالدرجة الأساس وبلغة الواقع تخطيطا وإعدادا وتنفيذا أن القوى الدولية والإقليمية المناهضة والمعادية لمشروع حركة التغيير الوطني قد ابتلعت الطعم كاملا بالفعل، وأن الرئيس ألحمدي قد نجح نجاحا منقطع النظير في قطع الطريق عموديا وأفقيا على القوى الانقلابية من تصفية مشروع حركة التغيير الوطني الذي كان قاب قوسين أو أدنى، فأعطاهم رجلا ينتمي إلى قبيلة من قبائل حاشد في الشكل ولكنه في المضمون كان يحمل بين خلجات قلبه وحداقات عينيه وعلى كتفيه وعنقه أمانة إنفاذ وتثبيت مشروع بناء دولة مدنية حديثة قدمت من اجله اليمن قوافل هائلة من أبنائها وجزء كبير من وقتها منذ ثورة سبتمبر العظيمة، وبذلك حدث الانتقال الشكلي لمقاليد السلطة من قبائل بكيل (ومذحج) إلى قبائل حاشد كما أشرنا إليها في مقالنا المنشور تحت عنوان (لماذا وقع اختيار الرئيس إبراهيم ألحمدي على الرائد علي الصالح كي يكون خلفيته في قيادة حركة التغيير الوطني!!!).
- كان عليه أن يحدد خياراته كلها ببساطه عند خط البداية واضعا كفنه فوق كتفيه فإما يكون أو لا يكون هل هو مع المصالح الوطنية العليا للأمة ومع التغيير المنشود الذي طمحت له أمته وروته بدمائها وتفانيها وتضحياتها أم لا ؟ هل هو مستعد من أجلها أن يفديها ويرويها بدمائه وروحه وعرقه كما فعلها أسلافه ورفاقه ؟ هل هو على استعداد تام أن يمضى بلا تراجع ولا رجعة بسفينة اليمن دولة وشعبا وتاريخا وطموحا نحو أقدارها التي كتبها الله تعالى، وتولي مهامه الوطنية كقائد مؤسس ورائد لمشروع حركة التغيير الوطني الفتية التي لم تشب عن الطوق، والتي أختاره لها قائده الأعلى ورفيق دربه الرئيس الشهيد إبراهيم ألحمدي وأعده كي يكون خليفته أم لا؟ وتتذكرون معي ردة الفعل العفوية التي أطلقها الشهيد الحي علي الصالح حفظه الله ورعاه من فمه (روحي ودمي لليمن) في أول جمعه للأمة في ميدان السبعين بتاريخ 25/3/2011م وهو يرى أمامه أمواج بشرية ضخمة تنادي بحياته في لحظة تاريخية فارقة لم يحظى بها طوال عمره، وفعلا لم ينتظر كثيرا كي يصدق في كلامه ومعه رفاقه في موعد مع الشهادة في سبيل الله التي انتظرها منذ توليه مقاليد السلطة في 3/6/2011م في جامع دار الرئاسة !!!!
- وهو الأمر الذي يمكن إعادة صياغة وبلورة بعض أهم معالمه الرئيسة اتجاهين رئيسين على سبيل المثال لا الحصر، الاتجاه الأول برزت معالمه الرئيسة واضحة وضوح قرص الشمس في كبد السماء، في أول خطوة يخطوها الرائد علي الصالح نحو كرسي السلطة بعد قبوله تولي مقاليد السلطة باسم اليمن دولة وشعبا سوف يسجلها التاريخ له بماء الذهب، بوضعه أول حجر أساس لمشروع حركة التغيير الوطني بشقه السياسي- الديمقراطي، عندما أصر بقوة بعد ترشيحه بالإجماع رئيسا للمجلس الرئاسي من قبل أعضاء المجلس الرئاسي، على أهمية لا بل ضرورة أن يتم الاستفتاء عليه من قبل ممثلي الشعب في المجلس الوطني والتي فاز بحوالي ثلثي أصواتهم، في محاولة منه ترسيخ مظهر مهم من مظاهر الممارسة الديمقراطية التي تكررت في الأعوام 1982م و1989م، والتي أثبتت رؤية ثاقبة وجراءة منقطعة النظير لم يدركها الكثيرين لحد الآن.
- في ضوء ما أشرته تلك الخطوة الجريئة جدا من دلالات ومعاني لها شأنها؛ سواء أكان ذلك له علاقة وثيقة الصلة بالمعطيات الظرفية المحيطة باليمن داخليا وخارجيا والتي كانت في معظمها تسير في صالح التيار التقليدي وشركائه والذي كان يعيش ذروة نشوة الانتصار ويُمني نفسه بأن لحظات تسلمه مقاليد السلطة بصورة كلية من أيادي عناصر التيار التحديثي التحرري قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى، أو أكان ذلك له علاقة بما كان يمكن ان تفضي إليه هذه الخطوة من تطورات رئيسة غير منظورة لها شأنها، سيما في حال عدم حصوله على النسبة المطلوبة من أصوات ممثلي الأمة في ضوء محدودية الفترة الزمنية المتاحة له بين انتخابه رئيسا من قبل المجلس الرئاسي وطلبه الاستفتاء عليه من قبل ممثلي الأمة والتي لم تتيح لعناصر التيار التحديثي أية مجال لمعرفة مدى إمكانية القيام بهذه الخطوة أم لا قبل أن يقع الفأس على الرأس!!!
- وما أشرته هذه الخطوة من دلالات ومعاني ابتداء من طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الحضور الذي كان يحظى بها التيار التحديثي التحرري والقائد الجديد لمشروع حركة التغيير الوطني الذي أولته الجماهير وممثليها تقديرها العالي كخليفة لمؤسس مشروع حركة التغيير الوطني الرئيس ألحمدي الذي أولته ثقتها العالية وهو حي فكيف وجثمانه الطاهر قد وارى الثرى، والذي وقع عليه اختياره لمواصلة طريق ودرب رفيقه.
- ومرورا بما مثلته من رسائل مفتوحة للأمة ورجالها المخلصين الذين كانوا بأمس الحاجة لها في ضوء توالي الضربات الموجعة لها وفقدانها خيرة أبنائها، بصورة تبعث على الطمأنينة وبأن تضحيات شهدائها الأبرار لن تذهب سدى، وانتهاء بما مثلته من رسائل مفتوحة لها شأنها إلى عناصر التيار التقليدي وشركائه في الداخل والخارج بأن أطماعهم وأحلامهم الخبيثة وغير المشروعة إن كان أصبح لها حيز على أرض الواقع بالاستناد إلى رجحان كفة المعادلة الداخلية الحاكمة للبلاد لصالحها بنسبة (1:3)، وبالتالي هيمنتها على معظم مقاليد السلطة إلا أنها بالكاد لديها القدرة على عرقلة وحرف وليس إيقاف ومن ثم اجتثاث مشروع حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا كما كانت تخطط له.
- في حين يتمحور الاتجاه الثاني حول ما حققه من خطوات نوعية في قطع الطريق نهائيا أمام إمكانية إيقاف ومن ثم اجتثاث مشروع حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا التي تقف ورائها عناصر التيار التقليدي وشركائه ليس هذا فحسب، لا بل والمضي قدما بدون خوف أو تردد نحو تثبيت مرتكزات مشروع الدولة المدنية الواحدة تلو الأخرى في السنوات الأولى من حكمه، ويبرز في هذا المجال عشرات الملفات الرئيسة، إلا أننا سوف نكتفي بالإشارة إلى البعض منها على سبيل المثال لا الحصر.
- فعلى الصعيد الداخلي يبرز أمامنا ملف الحضور شبه الواسع لعناصر الحركة البعثية بالقرب من مصادر صنع القرار السياسي والعسكري والإداري والتي تمكنت من ملء الجزء الأكبر والمهم من الفراغ الناشئ من إزاحة الحركة الناصرية من سدة السلطة إذا ما صح لنا القول ذلك، على الرغم أن الرئيس علي الصالح قد عمل جاهدا وبدون يأس في الفترة الأولى للحيلولة دون اجتثاثهم من جذورهم كما كانت القوى الانقلابية تخطط له، وفي فترة لاحقة من عقد الثمانينات سعى وراء إعادة ترتيب أوضاع الكثير من قيادات وعناصر الحركة الناصرية واستيعابهم ضمن الجهاز الإداري للدولة.
- وهي خطوة أساسية كانت إدارة الرئيس ألحمدي قاب قوسين أو أدني من الأخذ بها لولا كثرة العقبات والعراقيل ومن ثم المحاذير التي حالت دون مرونة وانسيابية حصولها، سيما تلك التي لها علاقة بطبيعة ومستوى ومن ثم حجم المصالح الدولية والإقليمية التي تتقاطع شكلا ومضمونا مع أية خطوة لإمكانية امتداد التجربة العراقية الفريدة من نوعها في بناء الدولة المدنية الحديثة إلى اليمن، بما يضع كل الأنظمة التقليدية الرجعية القائمة في أهم منطقة في العالم على شفا بركان قد ينفجر في أية لحظة، في خيار يصعب دراسة وتوقع تداعياته وآثاره وهذا ما كان يصعب السماح به.
- وهو الأمر الذي مثل طوق النجاة الحقيقي لمشروع حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا في عهد الرئيس علي الصالح، في ضوء ما مثله دخول القوة العراقية طرفا أساسيا- هذا إن لم نقل محوريا- في إرهاصات الصراع المحتدم رحاه بين عناصر التيار التحديثي المحلي وشركائه بأبعاده الإقليمية الذي يمثله التيار التحديثي الإقليمي (العراق) والتيار التقليدي المحلي وشركائه بأبعاده الإقليمية والدولية كما أشرنا إليها في مقالنا المنشور تحت عنوان (سيناريو تصفية زعماء اليمن 1977-1978م: رؤية في إرهاصات المخطط ألأممي الأمريكي- السوفيتي وحلفائه الإقليميين والمحليين)، و(الرئيس الشهيد إبراهيم ألحمدي لم يكن ناصري الانتماء والولاء كما تدعون في الذكرى الـ39 من قبوله باسم اليمن تولي مقاليد السلطة 13/6/1974م).
- والملف الأخر فقد مثله نجاحه في الإعلان الرسمي عن قيام الكيان السياسي- الحزبي الجديد (المؤتمر الشعبي العام)، الذي ضم كافة فرقاء وخصوم العملية السياسية من التيار التحديثي والتقليدي وشركائهما عام 1982م، الذي عمل الرئيس ألحمدي وفريق إدارته بالتنسيق والتعاون ومن ثم الشراكة مع الجناح المعتدل في الحركة الناصرية التي تقف على رأسها القيادة التاريخية للشهيد عيسى محمد سيف من أجل قيامه كل ما استطاع إليه سبيلا، بعد أن نجحت القوى الانقلابية في إيقافها وتجميدها ستة أعوام إلا نيف على الرغم من أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من قيامه في ضوء الجهود الحثيثة والمضنية التي لعبها شخص الرئيس ألحمدي، على خلفية ما كانت تمثله من خطوة محورية وأساسية في توحيد الجبهة الداخلية التي كانت تستعد لها إدارة الرئيس ألحمدي لولوجها بقوة لاعتبارات عديدة أشرت إليها في مقالنا غير المنشور تحت عنوان (الرئيس الشهيد إبراهيم ألحمدي: مؤسسا للمؤتمر الشعبي العام).
- وهو الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في استقرار الأوضاع الداخلية بالرغم من كافة العراقيل والعقبات التي وقفت أمامه قيامه ونموه وتطوره بالشكل الذي أرادته قيادات حركة التغيير الوطني، والتي جاءت تتويج مهم لكافة الجهود الحثيثة والمضنية التي بذلتها إدارة الرئيس علي الصالح على مدار السنوات الخمسة الأولى في سبيل إيقاف حمامات الصراع والاقتتال المناطقي والمذهبي التي كانت قد بدأت تطل برأسها واكتوت بها اليمن الجنوبي (1978-1980م)، على خلفية قيام التمرد المسلح في الإقليم الأوسط انطلاقا من ناحية شرعب التابعة لمحافظة تعز، وهو ما نجحت إدارة الرئيس في احتوائه ومعالجته مع مرور الوقت بصورة فتحت المجال لانتقال اليمن إلى مرحلة من مراحل التنمية وقطعت فيها أشواطا مهمة.
- أما على الصعيد الخارجي فقد برزت بقوة العديد من الملفات المحورية بهذا الشأن كملف العلاقات اليمنية- العراقية التي دخلت مرحلة التحالف الاستراتيجي في ضوء القفزات النوعية التي تحققت استكمالا لما بدأته إدارة الرئيس ألحمدي، بصورة نقلت العراق بكل ثقله إلى قلب المعادلة الداخلية بصورة غير مباشرة وهو الأمر الذي أفضى إلى إحداث توازن نسبي حقيقي فيها حال دون تمكن التيار التقليدي وشركائه من الوصول إلى غايته باجتثاث مشروع حركة التغيير الوطني ليس هذا فحسب، لا بل وتمكنت حركة التغيير الوطني من الخروج من الطوق المحيط بها في الداخل والخارج وتحقيق قفزات لها شانها في تثبيت مرتكزات الدولة المدنية الحديثة كحقيقة من حقائق التاريخ اليمني المعاصر الدامغة التي لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها بالمطلق- كما أشرنا إلى بعض مؤشراته في مقالنا آنف الذكر (الرئيس إبراهيم ألحمدي لم يكن ناصري.......).
- وملف الوحدة الذي مثل طوق النجاة لنظامي البلدين ولليمن الجنوبي خاصة، في ضوء ما مثله من طوق نجاه للنظام الجنوبي الذي استقرت أوضاعه المتدهورة منذ العام 1978م بصورة نسبية، وانعكاس ذلك على أجواء عدم الاستقرار التي عاشتها أجزاء معينة من الأراضي في الشطر الشمالي، حيث لعبت الرئيس علي الصالح وفريق إدارته دورا محوريا بهذا الشأن، في ضوء ما حققته من نجاحات مهمة إلى حد كبير في تلطيف الأجواء واستعادة جزء مهم من الثقة المفقودة بين قيادات البلدين وامتصاص شحنات كبيرة من الضغوط والأزمات والبراكين التي كانت تتجمع بسرعة كبيرة وتنذر بعواصف هائلة.
- سيما أنها لم تبقى مجرد لقاءات غير مباشرة مقصورة على رئيسي البلدين بل توجت بعمل رسمي مؤسسي مباشر يشارك فيه جزء مهم من قيادات البلدين من خلال تشكيل لجنة التنسيق العليا التي ضمت فيها كافة مسئولي أجهزة الدولة المعنية إلى جانب رئيسي البلدين، لمناقشة كافة القضايا التي تمهد لإعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الوحدة وإزاحة بؤر التوتر التي تعكر العلاقة بينهما (علما أنها استمرت بالانعقاد طوال الفترة 1980-1989م وتوجت بتوقيع اتفاق عدن عام 1989م، الذي كان بمثابة خارطة الطريق الجديدة لتوحيد اليمن على أسس موضوعية والانتقال الأمن بها إلى مصاف الدولة المدنية الحديثة المنشودة).
- وفي الختام نصل إلى تلك النتيجة المهمة جدا التي يجب أن تصل إلى كل صاحب عقل وضمير حي أن الرئيس علي الصالح (حفظه ورعاه وأدام الله في عمره كي حلمه في يمن جديد قد أصبح حقيقة على يد رجال اليمن المخلصين من أبنائه الشباب) وفريق إدارته قد نجح نجاحا كبيرا في شق طريقه وتعبيده بإنفاذ ومن ثم تثبيت مشروع حركة التغيير الوطني فكرا ومشروعا وأفرادا على أرض الواقع كما أرادته القيادة التاريخية للرئيس ألحمدي رحمة الله عليه، بالرغم من أنوف ألد أعداء وخصوم اليمن دولة وشعبا وتاريخا وطموحا الذين كانوا يحيطون به مثلما يحيط السوار بالمعصم، وبغض النظر على ما يؤخذ عما تم تحقيقه من مأخذ جراء بطء حركة مشروع التغيير الوطني واستمرار حالات الانحرافات والتشوهات التي طالته منذ الولادة فرضته معضلة اختلال كفة المعادلة الداخلية لصالح التيار التقليدي وشركائه بنسبة (1:3) التي أشرنا إليها في الكثير من مقالاتنا المنشورة كـ(نحن لا نحكم ولا نسيطر بل ندير إذا من حكم اليمن!!) و(الشعب هو الرقم الأصعب بين الأرقام فاحذروا تجاوزه أو تجاهله!!!) وأخيرا في تفاصيل (رسالة تاريخية نيابة عن الشهيد الحي علي الصالح حفظه الله ورعاه إلى روح الشهيد الحاضر الغائب إبراهيم ألحمدي: في الذكرى الـ34 من قبوله باسم اليمن دولة وشعبا تولي مقاليد السلطة 17/7/1978م) وللحديث في هذا الموضوع بقية,,,,,
والله ولي التوفيق
d.tat2010@gmail.com |
|
|
|
|
|
|