عندما نتحدث عن الأخطاء الطبية، فأننا لا نتحدث عن موضوعا جديدا ملفتا للاهتمام ، بل نتكلم عن موضوعا زاد الكلام فيه كثيرا وقد ربما نجد اشخاصا ينتهزون الفرصة لسرد قصة مؤلمة أو ربما قصص عن بعض الحالات التي عايشوها مع أحد الأصدقاء أو أحد الأقارب والتي كان بطلها الأول هو " الخطاء الطبي "
او ما يطلق علية مؤخرا للخروج من المسئولية بــ " قضاء وقدر " !!!
ولأن الاخطاء الطبية لا زالت موجودة ونعايشها على ارض الواقع فلم يسلم منها أحد الأصدقاء والذي تم تشخيص حالته تشخيص خاطئا في أحد المستشفيات المحلية بأنه يحتاج لعملية بالركبة، ولكن بسبب ضعف ثقته بالأطباء المحليين قرر السفر لعمل العملية في الخارج ، وعند وصولة الى هناك، تفاجئ عندما أخبره الطبيب بأن حالته لا تستدعي عمل عملية وإنما يلزمه بعض التأهيل وبعض جلسات العلاج الطبيعي!
انا هنا لا اقلل من شأن وكفأة اطبائنا في اليمن، ولكن للمواطن الحق في ان يتلقى خدمة ذات جودة وكفأة عالية للوصول الى المستقبل المأمول في الارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة له والذي يستطيع من خلاله ان يشعر بالأمان وعدم الخوف من الاخطاء الطبية على ايدي ملائكة الرحمة،
الشاهد مما ذكر هو أن الأخطاء الطبية ليس بالضرورة أن تؤثر على صحة الشخص فقط . سواء بالوفاة او بالمضاعفات الخطيرة أو غيرها بل انها احيانا تجعل الشخص يتكبد مبالغ مالية كبيرة لعمل إجراءات هو في غنى عنها اصلا ..!!
فالأخطاء قد تحصل ايضا لعدم امتلاكنا أجهزة حديثة ومتطورة تواكب التكنولوجيا التي وصلت اليها الدول الاخرى وهنا يأتي الدور على الدولة لتوفير مثل هذه الأجهزة بحسب امكانياتنا والتي من شأنها الاسهام في تقليل الأخطاء الطبية في بلادنا ،،
كما ان الأخطاء ايضا غير مقتصرة على عدم توفر بعض الأجهزة فقط ، فأحيانا قد يكون الطبيب أو الكادر الطبي هم المسؤولون عن هذا الخطأ، حيث ان اصابع اللوم سرعان ما تتجه نحو الطبيب فقط كونه من قام بأجراء العملية للمريض ..
لكني ادرك جيدا في اغلب الأحيان أن الخطاء الذي صدر من الطبيب قد سبقه عدة اخطاء قبله ، كاعتماد تشخيص خاطئ نتيجة فحوصات غير دقيقة وخاطئة، أو ربما نتيجة تشابه اسماء المرضى أو اختلاط الملفات بعضها البعض ، أو عدم فحص المريض بالشكل المطلوب ... الخ
لذلك فالمسئولية مشتركة وليست مقتصرة على الطبيب فقط..
لقد اصبحت الأخطاء الطبية هاجسا مخيفا لكل من يقترب من غرفة العمليات تحسبا لأي خطاء قد يصدر من بعض الأطباء ، فالأخطاء قد حصدت ولا زالت تحصد ارواحا كثيرة لا نستطيع حصرها حصرا دقيقا بسبب عدم إعلان بعض المراكز والمستشفيات عن اخطاء كوادرهم الطبية خوفا من المسائلة القانونية أو ربما خوفا من أن تفقد المستشفى ثقتها بين الجمهور ..
لذا لزم الوقوف وقفة جادة بتكاتف الجميع لحل هذه المعضلة وعمل آلية واضحة ودقيقة للحد من هذه الأخطاء سواء كان في تدريب وتأهيل الكادر الطبي تدريبا جيدا أو بتوفير الأجهزة الحديثة والمتطورة وغيرها من الإجراءات التي تمكنا من تقليص حالات الأخطاء الطبية.