الامر بسيط , بل وابسط مما تتصورون , فكلما غادر دنيانا احدهم , كلما غادرت اسراب دموعي حزنا , لكن ليس على كل من يغادر !!! , هناك من نترحم عليه وهذا واجب ديني واخلاقي , وهناك من تحس انه بمغادرته فقد خسرت الشيئ الكثير , اتحدث عن الانسان الشريف , الكريم , عزيز النفس , صاحب الدور او الادوار التي لم يتحدث عنها طوال حياته , ولم يظل يمن بها , هو يهمس في اذنك , ومقتنع بما يقول : (( عملت واجبي , ولا اريد أي مقابل )) , هنا تكبر عليك مغادرته , فتحس ان الحياه خسرت برحيل مثل الشيخ حمود عبد الحفيظ مغلس , الذي لم تمنعه مشيخته وانتمائه الى عائلة مغلس النبيله من ان يشتغل (( فيتر بايب )) يعرق ويجتهد , ويقول كل صباح (( حي على خير العمل )) وانظر الى الفرق بين مشيخ ومشيخ !!! .
كالعادة ندمت , وهنا لا ينفع الندم , لانه كان علي ان اسأله : قلي يا صاحبي : ما حكاية السياره (( المحروسه )) اللاندروفر , من همست لي في اذني ذات نهار : (( كان عبد الغني مطهر يشتري السلاح من عدن , واناوقاسم صالح (( الرز )) ناخذذه باللاند روفرحق ابوك وندفنه في عصيفره )) , يبدو انها المفاجأه , او انني لم استوعب , او انني لم اكن اتخيل ان يكون لحمود أي علاقه بما كان يٌعتمل يومها في تعز اعدادا واستعدادا لثورة 26 سبتمبر الحقيقيه : هنا لي مأخذ من مآخذ اخرى على مذكرات القاضي الارياني حين وصف عبد الغني مطهر في مذكراته التي يفترض ان يقرأها الجميع ب(( احد الاحرار )) , واعرف سبب تجاهل القاضي (( ارتباط مطهر الوثيق بالمصريين: وقد سحب الموقف نفسه على راي اخرين في الرجل كالاستاذ احمد الرعيني الذي قال لي في بيته : (( مطهر سرق ذهب بيت الامام )) فذهبت الى اللواء محمد علي الاكوع رحمه الله وسالته , فقال لي بعد ان اتجاوز لفظا لن اورده هنا : (( اللي يصرف ما في البيت فلا يسرق الجيران , واذا كان هناك من سرق ذهب الامام فهو انا , فقد كنت رئيس لجنة جرد القصور )) تبين انه كان مسؤولا عن الوثائق من كتابه (( البحث في شخصية الامام ......)) , القاضي الارياني يقول في مذكراته , ان من جرد القصور , ثلاثه جرى تكليفهم : هو , وعلي محمد سعيد , وعبد الغني مطهر .
حمود عبد الحفيظ ذهب بما في راسه , وبقائه في القرية بعد ان ترك المدينه باعد بيننا , للرجل الرحمه ولمحمد وطول العمر لاحمد وحميد , ومنا له كل التقدير والاحترام , ولامثاله الكثر : كيف لنا ان نقول اكتبو ما في رؤوسكم على الورق .
لله الامر من قبل ومن بعد .