ذات عام زار راشد الغنوشي زعيم حركة النهضه بتونس , زار صنعاء , ما زلت احتفظ بنسخه من فيديو مسجل عليه كلمته في جامعة صنعاء , ومحاضرة في مركز الدراسات .
في الاولى يُسمع ضجيج طلاب اللون الواحد يصرخون , عندما قالها :(( اليهود افضل منا )) والثانيه يصرخون ايضا عندما قالها : (( الذي هلل لسقوط التحاد السوفيتي لا يفهم شيئا )) , عن الاولى قال لهم : انظرو الى اسرائيل دولة.... الانسان فيها حر , ولاحزاب تنافس بعضها , وكلا له معتقده , لا احد يعترض الاخر الا بالقانون , وانا حين اريد ان اقول رايا علي ان اذهب الى البيكاديلي وسط لندن لاقول ما اريد والبوليس يحميني !! , وفي بلدي ارمى في المعتقل لو ابديت رايا معاضا !!! , وعن الثانيه قال : وجود التحاد السوفيتي يوازن العالم , الان امريكا ستبحث عن عدو وستجده في المسلمين , هنا يتناغم مع ما قاله هيكل ايضا عن امريكا التي بحثت عن عدو فقدمنا لها المبرر بكل ممنونيه !!! , عن الثانيه التقيت بالاخ عبد الصمد القليسي خارجا من قاعة مركز الدراسات ويسألني عن سعيد الجناحي ؟ ,كان يسال عنه بالحاح , قلت ماذا تريد منه ؟ قال : ساقول له ان هذا الرجل - الغنوشي - افكاره متقدمه عن الحزب الاشتراكي !!! .
كان ل (( بو عزيزي )) الفضل باحراقه لنفسه ان تداعت الكره في تونس , ليعود الغنوشي بالنهضة الى تونس , لتدور دورتها المخاض - كان الرجل عائدا من لندن - , يفوز النهضة بالانتخابات ويخرج منها بطلب من الشعب التونسي , لم يقل الغنوشي : بيننا وبينكم السلاح , او سنحكمكم غصبا عنكم وباسم الله , بل قال : سمعا وطاعه , وعاد لير اين الخلل ؟ ليصحح حزبه , بعد ان قبل بقواعد اللعبه .
كان عليه هو بالذات ان يخرج بتونس من بحر العواصف الهائجة من حوله , فخرج بالنهضة وتونس , وهاهو النهضة في مؤتمره العاشر يعلن " الفصل بين العمل الدعوي والسياسي " . يقول الغنوشي ل " لوموند " الفرنسيه : (( ان ما نؤكد عليه هو ضرورة التمييز بين النشاط السياسي والنشاط الديني , فالمسجد ليس مكانا للنشاط السياسي , المسجد هو مكان يتجمع فيه العموم , وليس من المعقول استعماله بهدف استغلاله في انشطة لحزب واحد , نريد ان يكون الدين اداة توحد التونسيين وليس سبب تفرقهم , لذلك لا نريد ان يكون امام مسجد ما قائدا سياسيا , بل لا نريد ان يكون حتى عضوا في أي حزب كان , نريد حزبا يتناول المشكلات اليوميه ويناقش حياة الاسر والاشخاص , لا حزبا نتحدث فيه الى هؤلاء الاشخاص والاسر والعائلات عن يوم الاخرة والجنه , ونريد ان تكون الانشطه الدينيه , في معزل عن الانشطه السياسيه , لان ذلك سيكون في مصلحة السياسه حيث سنتفادى اتهامها باستغلال الدين لاغراض سياسيه , كما سيكون ذلك في مصلحة الدين الذي لن يبقى رهين السياسه , او محتكرا من طرفها .
التصويت على الفصل بين السياسي والدعوي تم بنسبة 80% .
يقول الغنوشي ل "لوموند" ايضا : لم يعد هناك مبرر لوجود اسلام سياسي في تونس , نخرج من الاسلام السياسي لندخل في الديمقراطيه الاسلاميه فنحن مسلمون ديمقراطيون , ولم نعد ندعو الى الاسلام السياسي , خاصة وقد اسيئ للمفهوم بالتطرف .
عن موقف النهضة من مكتسبات تونس في حقوق المراه , يقول الرجل : لقد وضع دستور 2014 حدا لهذا الجدل بالحفاظ والدفاع عن حقوق المراه التونسيه , ولم يعد هناك اشكا ليه تسمى " حقوق المراه في تونس " المشكله الوحيده الان هي المشاركه المحدوده للمراه , سندعو في مؤتمرنا الى الرفع من مشاركة النساء في الحركه .
اين نحن ؟ اين اليسار من هذا ؟ اما اليمين فعاده الا طعم !!! , الاشكاليه الكبرى ان تسيس الدين لاغراض حزبيه او مذهبية او طائفيه , او تريد ان تعلمن بلد متخلف عاده الى اللحظه ىلا يدري اين يضع قدميه .
خذوا لحكمه من الغنوشي والنهضه اذا اردتم يمينا ويسارا .
لله الامر من قبل ومن بعد .......