العصيدة أنواع , عصيد غَرِب , وعصيدة ذُرة , عصيد دُخن , عصيد بُر, عصيد شام ,وعصيد بالتمر , عصيد مع الحِلبه , عصيد مع الحقين , عصيدة مع العُثْرب , عصيد مع المرق الحامض, وعصيدة مع الزيت , وعصيدة هريش , عصيدة تؤكل مع الكرث , وعصيد تؤكل مع البصل , والنساء أنواع , هناك من تجيد العصيدة , وهناك من تفًرْعصها أو تبرقطها , لأن أمهاتهن لم يعلمنهن كيف يعصدن بالطريقة التي كانت عمتي تجيدها , من يقرأ بيانات القوى السياسية يكتشف أن كل عصادة لها طريقتها , لكن يتبين أن عصًادات الأحزاب لا يجدن العصيد , ومعه فقد عصدوا البلاد عصدة مفرعصة لا وجدت لها آكل جائع , ومن يحبون العصيد وجدوا الفراعص حائلة بينهم وبين أكلها فتركوها !!! , كل بيان يشكي ويبكي , وتتردد العبارة إياها (( قد قلنا لكم وحذّرنا فلم يسمعنا أحد )) حتى الأحزاب أبو نفر أيضا تحذر وتنذر وتتوعد وتقول (( قلنا لهم )) , والله أن هذه البلاد ظلمت حتى العظم , حين ترى من الشاشة رؤساء أحزاب كل يحمل كيس قاته بيده يجري في ردهات فندق العصيدة الكبرى , وكأنهم داخلين قاعة الخيول , وليس إلى قاعة يفترض أن مستقبل البلاد ومصيرها بين أيدي من بداخلها , 18 يوما والجميع مبحشمين , ونحن في الشوارع والبيوت نطيل إلى رأس القبة لنتبين نوع الدخان الصاعد أبيض أو أسود أو حتى بني , فإذا بنا نكتشف دخان يعمي العيون يخرج من الباب , لنكتشف أن دست العصيدة حرق !!! , وان عمتي تبكي دستها , بينما الأطفال يتضورون جوعا , فلا عصيدة ولا دست !! , الآن شاءوا أم أبوا , شئنا أم أبينا فلابد أن نتحدث عن ما قبل الجمعة وما بعدها , ما قبل (( الإعلان الدستوري )) وما بعده , وقد لفت نظري في بيان المؤتمر الشعبي العام فقرة تدعو كل القوى (( للالتئام )) من جديد , هل الفرصة لا تزال قائمة ؟ فإن كانت كذلك هل تتفق العصادات على عصدة أخرى تملأ الدست من جديد وتناسب ذوق من سيأكل , أم أننا فقط نستدعي الوقت من جديد لنهدره , علينا الاعتراف أن (( أنصار الله )) سبقوا الجميع , فهل الآخرين قادرون أن يقفزوا قفزة موازية ليلتقوا عند نقطة جديدة ينطلقون منها إلى توافق لا يزال مطلوبا بل وضروريا حيث ومعطيات اللحظة داخليا وخارجيا تقول بذلك على الأقل في الظاهر , أما ما يخفى ففوق قدرتنا على التنبؤ بما سيكون , إذاً المعطيات مخفية فلا يمكن أن تحلل أو تحسم برأي قاطع !!! , واللقمة لن يستطيع أحد ابتلاعها لوحده , فهو بحاجة إلى أن يقسمها أجزاء تكفي الجميع يسهل هضمها , فأنصار الله لا يستطيعون الأكل وحدهم فيم الآخرين يتفرجون , والآخرون عليهم أن يبطلوا الشغل بوجهين كل وجه له لون وطعم ورائحة تختلف عن الوجه الآخر , وجه يتعامل بالظاهر , وآخر من تحت الطاولة , وكلما وصلنا إلى قرب خط النهاية , أعادتنا صفارة - معظم الأحيان - تصدر عن رجل الخط وليس الحكم فتتوقف المباراة والحكم يجري !! فيستغرب متسائلا من الذي (( صَفّر )) , بعض الأحيان يكون واحداً من الجمهور , وأحايين أخرى يكون أحدهم من وراء السور !! , الآن البيت لايزال واقفا على رجل واحدة , والأخرىّ معلًقة , وإذا اُنزلت فكيف ؟ وعلى أي أرض ستقف ؟ ! وكيف ؟ هل لا تزال العصّادات قادرات على تمتين العصيدة من جديد , بدقيق جديد , وماء من مياه الكوثر أم من مياه الحنفية ؟ , الأيام ستكشف قدرة العصّادات , أما العصيدة فراعص من جديد , أو أنهن قد تعلمن !!!!!!!المهم هذي عصيدكم متنوها ....