في مقال سابق كتبت عن سلمان بن عبد العزيز بأنه كان أميراً بمواصفات ملك، وهو الآن ملكٌ بمواصفات زعيم، وأنه مواطن سعودي بامتياز، وكنت أقول ذلك عن معرفة، وأنقله أيضاً بوصفه انطباعاً يُجمع المواطنون عليه عندما يكون الحديث عن سلمان.
***
أضيف في هذا المقال، بأنّ الملك سلمان كان يتعامل مع إخوانه ملوك المملكة وفق ما أشرت إليه، فأدنوه إليهم، يستأنسون بحكمته وبُعد نظره وسداد رأيه، ويرون أن قراراتهم تكون قد أخذت حقها من الدراسة والفحص وقراءة المستقبل حين يكون سلمان مشاركاً برأيه.
***
أضيف أيضاً، أنّ الملك سلمان لم يكن من قصر الحكم حيث كان مقر عمله أميراً لمنطقة الرياض يمارس دور أمير المنطقة فقط، فقد كان سكان المناطق الأخرى يهرعون إلى الرياض للقاء أميرها، كلما تعذّرت الحلول لمشاكلهم في مناطقهم، فيجدون القلب الحنون والباب المفتوح ومعها الحلول بفضل حكمة (الأمير آنذاك الملك الآن) سلمان بن عبد العزيز.
***
كان قريباً من الأمراء والملوك، بل كان حاضراً برأيه ومشورته في كثير من القرارات التي يكون مصدرها أوامر ملكية، ثقة منهم بأنه أمير بمواصفات ملك، لم يخرج أبداً عن طاعة أيٍّ من الملوك، بل كان دائماً سندهم، يوقِّرهم ويحترمهم، ولا يترك فرصة دون أن يعبِّر عن ذلك بالكلمة والصوت والإيماءات التي تدل على ذلك.
***
خسرنا كلّ الملوك وبكيناهم وتأثّرنا لرحيلهم جميعاً، من عبد العزيز إلى عبد الله، مروراً بسعود وفيصل وخالد وفهد، لكننا أدركنا مع كل لحظة حزن ودمع، أننا من ملك إلى ملك محظوظون دائماً، لأننا نجد أنفسنا أمام خير خلف لخير سلف، وبذات المفهوم وضمن هذه القناعة، ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يستلم الراية بعد عبد الله، ليبدأ عهده بحزمة من الأوامر الملكية التي بشَّر بها ومن خلالها مواطنيه بما ستكون عليه المملكة في المستقبل المنظور.
***
مرة أخرى، فإنّ سلمان جُزْءٌ مُهِمٌّ في أركان الحكم منذ أن كان أميراً وقبل أن يكون ملكاً، حتى أنه يمكن الجزم بأنّ رؤاه ونَفسَه ووجهة نظره موجودة في كثير من القرارات التي شكّلت شخصية المملكة ومكانتها المتميّزة محلياً وعربياً ودولياً، ما يعني أننا الآن أمام تجربة حُكْم فريدة ستلبِّي الكثير من تطلُّعات وطموحات المواطنين كما أتوقع.
***
وكون طموح المواطنين وتطلُّعاتهم تنتظر المزيد من الإنجازات في هذا العهد الميمون، فلأنهم يعرفون سلمان بن عبد العزيز الرجل القوي الذي تحمَّل منذ بواكير شبابه مسؤوليات متعدِّدة ومتنوّعة، بعضها معلن ومعروف، وبعضها الآخر كان يتم قيامه بها بتكليف من الملوك دون أن يتم الإعلان عنها، وكان دائماً بمستوى المسؤولية في إنجاح كل مهمة توكل إليه.
***
ولهذا وغيره، فإنّ المواطنين على ثقة بأنّ عهداً جديداً بإنجازاته المنتظرة سوف يضاف فيه إلى ما سبق إنجازه في عهود سابقة، وأنّ ما يميِّز هذا العهد بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، هذه الثقة في شخصه والتي تعتمد على قرب المواطنين من سلمان، ومعرفتهم بتوجُّهاته، وما يحمله من حب لمواطنيه، وانشغاله الدائم بهمومهم، ولهذا نستطيع القول بأننا الآن أمام مستقبل غنيٍّ بالمفاجآت السارة.