فشلت جماعة الحوثي اليوم الأحد في ختام اجتماعها الوطني، الذي دعا لعقده زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في تشكيل مجلس رئاسي لقيادة البلاد، بعد أن كان القيادي في الجماعة يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، قد أعلن يوم أمس السبت، أن اللقاء الموسع الذي تعقده الجماعة في العاصمة صنعاء سيعلن اليوم الأحد عن تشكيل مجلس رئاسي، وسيقوم المجلس باختيار رئيس له وتشكيل حكومة انقاذ، بالإضافة إلى تشكيل قيادة جديدة للجيش وذلك جراء مرور البلاد في حالة فراغ دستوري كبير، بعد تقديم الرئيس عبدربه منصور هادي استقالته الى لبرلمان.
ويبدو ان استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي قد فرضت واقعاً جديداً فيما يتعلق بالتحالفات السياسية، حيث بدأت ملامح تحالفات سياسية جديدة تتشكل بين الحوثيون وحزب الإصلاح في طرف، والرئيس السابق علي عبدالله صالح في الطرف الآخر، حيث رفض صالح بحزم ما يدعو اليه الحوثي من تشكيلات، ومن الواضح ان رفض صالح كان من القوة والتأثير بحيث اجبر الحوثي على ابتلاع تهديداته فظهر هو ومؤ تمره (الكبيييير) في غاية الهزال.
وقدأعلن الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني أن المؤتمر لن يكون شريكا في أي انقلاب على الدستور والمؤسسات الدستورية ولن يفرط في الوحدة تحت أي مبرر كان، وأضاف البركاني في حديث لقناة آزال أن أي حديث خارج الدستور والمؤسسات الدستورية ضرب من العبث وخروج من دولة تحكم بالدستور والقوانين وذهاب نحو المجهول.
وأشار إلى أنه في حال أصرّ أي طرف على تجاوز الدستور والمؤسسات الدستورية فليذهب بمفرده.
- موازين القوة البرلمانية:
ويريد صالح ان يقوم البرلمان يمناقشة استقالة الرئيس هادي حيث يتولى رئيس البرلمان "الراعي" الرئاسة مؤقتا الى حين اجراء انتخابات يتقن صالح فنونها بحيث يفوز ابنه او احد المقربين بها. ولحزب صالح المؤتمر الشعبي العام 191 مقعدا في البرلمان من اصل الاجمالي البالغ 301 مقعدا، مقابل 110 مقاعد مناصفة بين المستقلين وبقية الاحزاب السياسية. وحتى لوعارض جميع النواب الجنوبيون قبول استقالة الرئيس فان كتلة المؤتمر تكفي لقبول الاستقالة بالاغلبية المطلقة النصف + 1 وفقا للدستور.
موازين القوة العسكرية:
اثبتت احداث الاشهر الاريع الماضية ان قوات الحرس الجمهوري وهي القوات الضاربة في الجيش اليمني لا تزال موالية للرئيس المخلوع، ولم يكن بوسع الحوثي تحقيق شيئ بدون مساندة هذه القوات بتوجيه من صالح، وقد نقلت وسائل اعلامية عن مصادر عسكرية ان قريب الرئيس صالح اللواء علي صالح الاحمر بات يسيطر على اكثر من عشرين لواء من الوية الحرس الجمهوري، وعلي صالح الأحمر ليس قائداً عادياً كي تتصف عودته بانعدام التأثير
فهو المؤسس الفعلي لقوات الحرس الجمهوري والأب الروحي لمعظم منتسبيه، وهو ما يعني بالضرورة سهولة استعادته لزمام السيطرة مرة أخرى على مقاليد القيادة داخل الحرس.
أما في الجنوب فقد بدت محاولة الحراك الجنوبي السيطرة على كتيبة عسكرية في منطقة الملاح امس الاول غاية في الضعف ودحرت بسهولة تامة.
ختاما :
يبدو ان صالح سيفرض ارادته وسيختار الرئيس القادم اما الحوثي فقد انكسر عسيبه (غمد الجنبية) كناية عن الاهانة والاذلال . وهو مصير يستحقه بجدارة. اما اذا ركب راسه وذهب الى مواجهة مع صالح فستكون تلك نهايته، فدول الخليج والغرب سيدعمون صالح بلا شك.