ذات لحظة ماضية ولأن الفساد بلغ أوجه في نهب المساعدات الخارجية , قالت الدول المانحة يومها أن تلك المساعدات ستذهب إلى منظمات مجتمع مدني , لتصل إلى المستهدفين منها , ولم يكذٍب الخُبرة خبرا , فحمل كل كيسه إلى الشؤون الاجتماعية وكل يوم ولدت منظمة وهيئة ومركز , ووصلت إلى 7 آلاف هيئة ومنظمة ومركز تقريبا !! , لا يعدم الفساد كدولة من وسيلة يلتف فيها على كل مشروع للتطوير أو الاصلاح , فلكل دقة برع !! حتى حرية الصحافة التف عليها وأفرغها من مضمونها , فظل يمنح كل يوم ترخيصا لكل من هب ودب , أتذكر أنني قلت لأحد وكلاء الإعلام يومها : مش معقول ما يحدث , نظر إلي بتعال وقالها (( مش قلتوا ديمقراطية )) , حتى كرهنا الصحافة والديمقراطية !! , ومثل الفطر تتوالد المواقع الاليكترونية ما تسمى صحفية , الغريب أن نقابة الصحفيين لم تلد نقابة أخرى !! , وهو اقتراح مني أن يكون لكل موقع نقابة !!, السنا ديمقراطيين إلى حد العبث ؟؟ , اليوم أتصل بي صديق يسألني عن رغبتي في الانضمام إلى ما أسماه (( هيئة وطنية لحماية الجيش والأمن )) !! , حبكت معي النكتة, قلت يا صاحبي : احنا مشائخ ونتعرض لهجمة شرسة من التقدميين الذين تحولوا إلى مشائخ , لذلك قلت له نحن مجموعة من المشائخ المعتقين نعمل على صياغة نظام داخلي لهيئة جديدة سنطلب لها ترخيصا وأسميناها (( الهيئة المشيخية لحماية المشائخ الصدق )) , وقد استوفينا وثائقنا , وننوي بما أن احنا بلد ديمقراطي أن نحولها إلى حزب مستقبلا , وما فيش حد أحسن من حد , الآن فـ ((أخدام الله)) ينوون هم أيضا أن يؤسسوا هيئة لحماية أخدام الله , وهكذا فكل فئة (( تُوْبه )) لنفسها وتؤسس لها هيئة موازية , ثم أقترح على من يريد أن يؤسس منظمة مجتمع مدني لحماية الحمير من الانقراض ولإنصافها من أصحابها , وبعد أسبوع تؤسس منظمة حميرية لحماية الحمير من الحمير !!, حين تريد إفراغ أمر من محتواه فاعمل على تمييعة , كما تعمل حين تريد أن تقتل شيئا فشكل له لجنة !! , ومن يريدون إفراغ كل شيء من محتواه فيعمل على تفريخ ما يشبهه !! , هيئة لحماية الجيش ؟ كيف ؟ والجيش هو حامي الحمى ومن عليه يتكئ الناس ببفوز بالأمان والثقة ونحن نحترمها ونقدرها لأنها آخر من ينام وأول من يصحو , الآن هناك من يتعمد تمييع كل شيء انتقام من الناس , وخاصة ممن خرجوا رافعين شعار التغيير واخشى لحظة تأتي نجد فيها حكومة لحماية الحكومة ورئاسة تحمي الرئاسة ثم بلد بديل عن بلد ولا جاكم شر !!! , الآن على ما تبقى من إحساس بهذا البلد أن يصحو ويدرك ان الانحدار قادم لا محالة إذا ترك للفساد أن يتحكم في ما تبقى من حياة ..... , لو كان هنا حسن نية فلتكن هيئة لدعم الجيش الذي نريده فوق كل الأحزاب وخاصة حزب الفساد ....