اثارت حادثة منع حسن باعوم رئيس ما يسمى المجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب من دخول عدن يوم 26/11 من قبل نقطه العلم ما اضطره للعودة الى حضرموت العديد من التساؤلات ابرزها :
-لماذا تم منع باعوم من دخول عدن في وقت سمحت السلطات بدخول قيادات حراكية أخرى خاصة خلال الأسبوعين الاخيرين وبالذات تلك القادمة من السعودية ولبنان ولندن؟وهاهو البيض يستعد للعودة الى عدن في ال29نوفمبر الجاري كما تفيد التصريحات الصادرة عن مكتبه .
-معروف عن باعوم انه من أوائل من دعا الى ما يسمى الكفاح المسلح ، كما عرف بعناده وعدم تراجعه عن مواقفه ، ما يجعل من الصعوبة فهم سبب تخلي باعوم بهذه السهولة عن رغبته في دخول عدن والتراجع عن المشاركة في اهم فعالية قد يتحدد بموجبها مستقبل الحراك واختياره العودة سريعا الى المكلا رغم ادراكه الرسالة السلبية لذلك على معنويات المعتصمين وعلى نجاح وفاعلية الخطوات التي يعتزم الحراك القيام بها في ذكرى الاستقلال فلماذا اقدم باعوم على ذلك؟
لماذا لم يستغل باعوم فرصة منعه من دخول عدن لإعادة البريق لشعبيته الجماهيرية التي تآكلت جراء البذخ الذي ظهر جليا عليه وعلى افراد اسرته وتصرفات أولاده ورعونة فادي على وجه التحديد التي اضرت كثيرا بسمعته؟ فاعتصام باعوم لعدة ساعات بالقرب من النقطة الأمنية كان من شأنه تحريك المئات وربما الالاف من انصار الحراك نحوه ومن ثم دخوله عدن بالقوة وفي موكب جماهيري حماسي.
-ربما يعزو البعض سبب قرار باعوم الى حرصه على تجنب أي مواجهات بين انصار الحراك ورجال الامن لذا فضل المغادرة سريعا،لكن مع الأوامر المشددة لعناصر الامن بتجنب الاصطدام واستخدام القوة ضد المتظاهرين خاصة في مثل هذا الظرف الحرج الذي تمر به عدن ،ما يعني ان دخول باعوم عدن لم يكن امرا صعبا و كان سيتم بدون أي مشاكل لو ظل في مكانه لعدة ساعات فقط لكنه لم يفعل ؟
-هل أراد باعوم فعلا دخول عدن ام ان الامر كان مجرد مناورة و أسقاط واجب؟ومحاولة لإيجاد مبرر لعدم تواجده في عدن في ذكرى الاستقلال وفي يوم يعول عليه الحراكيين ان يكون محطة هامة واولى الخطوات العملية لفك ارتباط الجنوب بالشمال .
-هناك عدة احتمالات يمكن تجيب على التساؤلات السابقة وتعطي تفسيرا لموقف باعوم الغريب وكما يلي :
الاحتمال الأول :ربما يكون السبب راجع الى توجيهات صادرة من الرياض لباعوم المقرب من احد اجنحة الحكم داخل الاسرة الحاكمة بعدم المشاركة في فعالية ال30 من نوفمبر خاصة مع الاخبار المتناقلة عن رفض السعودية لأي تصعيد في الجنوب في الوقت الراهن سيما مع سفر الجفري وطماح وقاسم عسكر وقيادات حراكية أخرى مؤخرا الى السعودية ،يضاف الى ذلك التصريحات المحبطة لعبدالرحمن الجفري المقرب من السعودية والتي اعتبر من يتحدث عن استقلال الجنوب في هذا التوقيت انما يضحك على الناس،وفي هذه الحالة يمكن القول ان باعوم أختلق مسألة منعه من الدخول الى عدن لحفظ ماء الوجه امام انصار الحراك الذين يلحون على قياداتهم التواجد في المدينة خلال فعالية الاستقلال المجيد.
- صحيح ان البعض قد يرجع سبب العودة لباعوم الى المشاكل الصحية العديدة التي يعاني منها ،لكن الوضع الصحي المتردي لباعوم ليس بالامر الجديد ولم يثنيه عن حضور فعاليات اقل أهمية من ذكرى الاستقلال خلال السنوات الماضية
الاحتمال الثاني :ربما تكون عودة باعوم الى المكلا ناجمة عن توصله الى تفاهم ما مع النظام وبالذات مع الرئيس هادي يقضي بعدم التصعيد الميداني خلال ذكرى الاستقلال خاصة مع المعلومات الأخيرة عن محاولات يبذلها هادي لاقناع باعوم بالانضمام اليه كما حصل مع رفيقه ناصر النوبة قبل اشهر .
الاحتمال الثالث :قد يكون السبب راجع الى قلق باعوم من تعرضه للاغتيال من قبل تيار البيض واتهام النظام بذلك ومن ثم استخدامها كذريعة لتفجير الوضع والضغط على النظام والمجتمع الدولي للتدخل والتجاوب مع مطالب الحراك،،ولاننسى ان باعوم اعلن اكثر من مرة عن تعرضه لمحاولات اغتيال خلال مشاركات سابقة له في عدن او ان باعوم أراد تجنب تحميله مسئولية فشل الحراك في تحقيق هدفه الرئيسي في ال30 من نوفمبر من خلال ادراكه استحالة النجاح في التوصل لاتفاق على قيادة موحدة للحراك في موعد أقصاه ذكرى الاستقلال ،ويشير الى ذلك التالي :
1-شكلية الخطوة التوحيدية التي اعلن عنها مجلسي باعوم والبيض،والمعلومات المسربة عن استياء باعوم من التعيينات التي اعلن عنها داخل المجلس دون ان يصادق عليها بحكم كونه رئيس المجلس الثوري وكذا عقد الاجتماعات دون موافقته او الرجوع اليه وعدم احترام العمل المؤسسي داخل المجلس عموما .
2- الموقف الخجول الذي أصدره المجلس الثوري للحراك عن الحادثة بصورة لا تتناسب مطلقا مع أهمية باعوم ومكانته في المجلس وكان يفترض صدور بيان شديد اللهجة -وليس بلاغ صحفي مقتضب -يتضمن تلويحا بالتصعيد على الأقل ويدعو أنصاره للخروج في مسيرات غاضبة تندد بالحادثة وغير ذلك
3- تحديد اللجنة التحضيرية لما يسمى المؤتمر الجنوبي الجامع منتصف ديسمبر المقبل وليس ال 30 من نوفمبر موعد لعقد الاجتماع للمؤتمر .
الاحتمال الرابع : ربما أراد باعوم افشال مثل هذه الخطوة كونها ستؤدي في الغالب الى بروز قيادات شبابية قد تؤدي خلال فترة بسيطة الى سحب البساط من تحت قدميه واقدام القيادات التقليدية الأخرى للحراك،ومن ثم فان انتهازية واحتكار باعوم والبيض وغيرهم من القيادات المنتهية الصلاحية تظل عقبة رئيسية امام خروج الحراك من الدائرة المفرغة التي يدور فيها منذ سبع سنوات.
-ربما تكون عودة باعوم الى حضرموت دليلا اخر على قرار قيادات الحراك بالتراجع عن موقفها السابق بالتصعيد ،ما يعني ان ذكرى الاستقلال ستمر بسلام ولن يحدث شيء يستحق الذكر وربما يتسبب ذلك في انتكاسة شديدة لانصار الحراك ،كما أن الخيار الحضرمي -المفضل للسعودية -سيكون حاضرا لدى باعوم في الفترة القادمة سيما بعد تصريحات سابقة لنجله حول الدولة الحضرمية ،إضافة الى ان التصريحات الأخيرة للقيادي في المجلس الثوري علي باثواب بشأن تهميش الحراك لساحة الاعتصام بالمكلا سواء بعدم نصب خيام للمحافظات الجنوبية الأخرى في الساحة اوعدم تسيير قوافل غذائية اليها والحديث عن تساؤلات مطروحة في الشارع الحضرمي عن انتمائهم للجنوب قد تفهم بانها تلويح باللجوء الى هذا الخيار خاصة انها جاءت في هذا مثل هذا التوقيت الحرج.
aziz5000000@gmail.com