انزعج المصدر الاشتراكي الذي فضل عدم ذكر اسمه وسخر من التقسيم الذي أورده فارس السقاف مستشار رئيس الجمهورية وهو يتحدث لصحيفة سعودية ويحدد أن الحكومة القادمة ستعبر عن المؤتمر وحلفائه والحوثيين و الحراك الجنوبي والإصلاح وشركائه..
- وسواء عبّر السقاف عن وجهة نظره الشخصية أم نقل ما يدور في ذهن الرئيس هادي فإن كليهما لا يبدو متجنياً إلا من باب العدل بين الأبناء بصرف النظر عن حصصهم في النجاح.
- ومع التسليم بأن الإشتراكي لن يغيب في الواقع عن تشكيلة الحكومة القادمة ولو عبر بوابة الحقيبة اليتيمة أعتقد أن ما جاء في كلام مستشار الرئيس ليس سوى واحدة من الإبر الصينية التي طالما وجّهت للحزب الإشتراكي من قبل صادقين و كائدين وأغلبهم لا يهدفون للإساءة وإنما ينبهون بعتاب كثيراً ما يأتي على قدر المحبة، فالإشتراكي كطرف مهم في الوحدة اليمنية كان يستحق أن يلعب دورا كبيرا في الحياة اليمنية في سنين ما بعد الوحدة لكن قيادته كما يرى كثيرون اختارت له السير نحو الهامش مكتفية ببعض الأضواء باتجاه أمينه العام.
- لقد بدا هذا الحزب محدود الظهور في الواقع وبما لا يتناسب مع تاريخه مكتفيا بدور هامشي ضمن أحزاب أخرى ليبدو أمام العام والخاص محدود التأثير في قضايا كثيرة ومنها الوحدة ..محدود التأثير على الحراك وبعيد عن هموم الناس وأوجاعهم بينما تغرق رؤاه وتتلاشى في صراعات الأحزاب متحولة إلى شكل من أشكال العصبية والتعقيد خارج ما تبقى من الفكر الأجنبي والمحلي معا ،وصار كل حديث عن القوى التقليدية التي اجهضت المشاريع الوطنية يقود الى الدهشة من تلاشي أدوار القوة التحديثية اليسارية .
- على أن من المهم الاشارة الى أن هذا التردي الذي قاده الى الهامش الذي رأينا أحد ملامحه في تصريح محسوب على الرئاسة لم يكن غير جزء من حصاد أخطاء غيبته عن الابعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أشكال حزبية باهتة انكشفت بعد أن استبدلت الفعل " ساد " بالفعل " باد ".