الغريب اننا سريعا ننسى.. يمكن لأن الانسان سميَ من النسيان.. المنادين اليوم بحماية الشرعية الدستورية، هم من خرجوا بالأمس (2011) على ما يسمونها اليوم الشرعية الدستورية.. كنا نقول لهم : اتقوا الله نحتكم الى الصندوق، ويقولون: لا حكم إلا حكم الشارع.. ولا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس.. كنا نحمي الرئيس بالأمس، لإيماننا بأنه ولي الأمر، وليقيننا بأن اسقاطه سيكون ديدن كل من يخرج للشارع.. بالله عليكم من تغير نحن أم هم؟؟؟.
كنا نقول: التجمهر حول المنشآت الحكومية يعد تعديا عليها، وكانوا يقولون: لا انها ارادة الشعب.. واليوم يتصارخون عليها خاصة الهجوم المشين على مجلس الوزراء.. وتناسوا عندما كانت تحركهم الاخت توكل كرمان وتقول لهم ازحفوا نحو مجلس الوزراء.. وها هم رفاق الشارع بالأمس يطبقون ما تعلموه من الطرف الذي يتباكى على الامن الذي ضيعوه، والدولة التي أسقطوها، والرئيس الذي اضاعوا هيبته، وجعلوا كل من هب ودب ينادي بالخروج عليه وإسقاطه، فما نحن فيه اليوم سببه فوضى 2011م..
اليوم يكذب رفاق الامس في من قتلوا بسبب الدفع بهم لمحرقة الشارع، وتناسوا انهم معا رسموا نفس الأحداث، وأثروا بها على العالم الداخلي والخارجي، فكيف ينكرون عليهم اليوم ما اشتركوا فيه معا في العام 2011م... أمر غريب جدا هذا التناقض.
بالأمس (عند احتلال الساحات 2011م) كان الحوثيون لدى الاصلاحيين اطهر رجال الأرض، وكان الاصلاحيون لدى الحوثيين رجال الله في أرضه.. وكنا نحن المنادين بأمن الوطن وسلامته مما يحصل فيه اليوم ألعن خلق الله في أرضه.. واليوم يقول الاصلاحيون على الحوثيين روافض، ويسمي الحوثيون الاصلاحيين بالدعواش والتكفييرين.. مع رفضنا التام لكل هذه المسميات التي انتجتها الساحات، تلك الساحات التي ابدلتنا بالخوف مكان الامن...... الخ.
نحن على نفس الموقف فكما وقفنا مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح من منطلق انه ولي الامر الذي تجب طاعته، نقف الى جوار الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، لكون ولي الامر الشرعي الذي يجب حمايته والذود عنه من الطرفين معا.. فليس معنى اختلاف اصدقاء الامس بأنهم على حق او أحدهم على حق.. بل لكون كل طرف يعرف خطورة الاخر على مشروع الوصول للسطلة، ولهذا بدأ القتال من أجل انهاء خطر الطرف الذي يراه عائقا لتحقيق ذلك الهدف.
نصيحة للأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور من حماة الشرعية الدستورية الحقيقيون، بأن يعي بأن من سيقفون معه الوقفة الحقيقية هم الفئة التي رفضت الخروج على ولي الامر في 2011م، وأن من يوهمونه بأنهم معه لن يتوانوا عن تبديل مواقفهم متى ما غيرت أي موقف لا يتوافق معهم..
وأقول لفخامتكم بأن من ينصحكم اليوم بالشارع الموازي تحت مسمى الاصطفاف الوطني وهو أمر حسن سرنا فيه عام 2011م، هم نفسهم من كانوا يسمون ذلك الشارع المساند للسلطة الشرعية بالخونة وبائعي الذمم.. فكيف كانوا بالأمس على هذه الشاكلة واليوم أصبحوا رجال الاصطفاف الوطني... لقد كتبت مساندا للرئيس السابق ويوم توليتم الرئاسة كتبت مع هادي من أجل بلادي لكونكم الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية، ومن يجب طاعته .
لن نكون ابدا مع الحياد، بل مع الشرعية الدستورية التي سلمناها السلطة، لإيماننا بأن التغيير الطبيعي من خلال صناديق الاقتراع، لا من خلال حشد الجموع في الشوارع وتعطيل مصالح العباد والبلاد.. اللهم اجمع اليمنيين على كلمة سواء.. وأجعل خاتمة ما نحن فيه اليوم خير.. اللهم آمين.
* نائب عميد كلية التربية والعلوم بجامعة البيضاء:
mnadhary@hotmail.com