فخامة الرئيس هادي،ما حدث منذ انتخابك رئيسا توافقيا لهذه البلاد،وما زال يحدث إلى يومنا هذا،من حروب حزبية ومذهبية،بين أبناء اليمن الواحد،تأكل نيرانها ألأرض والبشر..والعبث بأمن الوطن وبمقدراته..وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق..وضرب الخدمات الأساسية،كالبترول والديزل والغاز والكهرباء،شملت معظم محافظات الجمهورية،وامتدت إلى العاصمة صنعاء،وضواحيها الشمالية والغربية،من قبل مليشيات حزب ألإصلاح "ألإخواني"،وجماعات أنصار الله"الحوثيين"،وعناصر القاعدة،والذين وقفوا،سداً منيعاً أمام ممارسة الدولة لوظائفها، واختزلوا الوطن إلى مجرد جماعة، وأبدلوا ولائهم للعشيرة،بدلا من ولائهم للدولة،وأهدروا مصلحة البلد من أجل،جماعتهم أو حزبهم السياسي!!
فخامة الرئيس،اليمن لازال مستقبلة مجهول،وأمنه مفقود،واقتصاده منهار،ومهدد بالسقوط في أي لحظة،بفعل تداعياته السياسية،والأمنية،والاقتصادية..وبفعل المؤامرات التي تحاك ضده،من الداخل والخارج في إطار سياسة،طالما دأبت على إضعافه وإبقائه،رهن المساعدات والتسولات التي بالكاد،تبقيه وتبقي قاطنيه في إطار هذا التسول،وفي إطار اللجوء للغير رغم،إمكاناته وموارده الغير محدودة،بسبب فشل حكومة الوفاق،برئاسة باسندوة والذي،تعتبر افشل حكومة،في تاريخ اليمن،المسئولين فيها أخونوا الدولة ومارسوا ألإقصاء،ونهبوا أموال ألدوله والشعب،لتعمير قصورهم وزيادة،أرصدتهم في البنوك الخارجية والمحلية،على حساب خراب ديارنا،وتمزيق أواصر ألقربي والشراكة، وكل ما يقربنا من بعضنا البعض.
فخامة الرئيس،الحرب بين المليشيات المسلحة،كانت تدور رحاها بمختلف أنوع ألأسلحة،في العاصمة منذ ثلاثة أيام،هناك مئات النازحين من منازلهم،وهناك دماء أبرياء تسيل،وشعب ينتهي،ونظام يفقد مصداقيته،ودولة تترنح،لذلك فإن عملية الترقيع والعلاجات،المهدئة،لم تعد تجدي مع وضعنا وواقعنا،وتوقيع القوى المتصارعة،على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية،لايعني عدم تكرار ما حدث خلال هذا ألأسبوع،فالمطلوب بصورة عاجلة،تشكيل حكومة كفاءات من ذوي ألاختصاصات،ممن يشهد لهم بروح الإبداع والابتكار،والقدرة على مجابهة الأزمات السياسية والأمنية،والمعيشية،بشكل ملموس، والشروع لبناء جيشا وأمنا قويا،بعيد عن الحزبية والمذهبية،ليكون قادر على الضرب،بيد من حديد،لكل من يعبث بأمن اليمن،ونزع سلاح جميع المليشيات الميليشيات بدون استثناء،والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني،ومحاربة الفساد والفاسدين،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب،وعدم تسييس الوظيفة العامة.
يا فخامة الرئيس،أنت المسئول الأول،وأنت من ستحاسب على،كل ماحدث وما سوف يحدث،في هذا البلد أمام الله وأمام التاريخ،وإن كنت قد امتلكت حصانة المحاسبة،أمام هذا الشعب كما امتلكها من كان قبلك,فسيحاسبك الله والتاريخ,لأنك تحظي بدعم محلي،وإقليمي ودولي غير مسبوق،وموقفك أقوى من أي وقت مضى..ومن هذا المنطلق فإنك اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما،إما بقاء الأوضاع كما هي عليه,وتضل صامتا لا تفعل شيئا،فيتم نسف العملية السياسية برمتها، وضياع الوحدة اليمنية،وإدخال اليمن في مربع العنف وسفك الدماء،كما يحدث في سورية والعراق والصومال،وإما تغيير هذه الأوضاع,والانحياز لمطالب الشعب،في معالجة أوضاعهم المعيشية، والأمنية،وإقامة الدولة المدنية الحديثة،حتى وإن اقتضى الأمر الخروج،على نصوص المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية،لما فيه مصلحة الوطن،ومصلحة ملايين اليمنيين.