"ان المعقول اذا جعل هاديا، نقع بريه صاديا، ولكن اين من يصبر على احكام العقل، يصقل فهمه ابلغ صقل؟ هيهات ! عدم ذلك في من تطلع عليه الشمس، ومن ضمنه في الرمم رمس، الا ان يشذ رجل في الامم، يخص من فضل بعمم". (ابي العلاء المعري)
بعد حرب 1994 واجتياح الجنوب فقد الريال اليمني ثمانين في المائة من قيمته وطحن الغلاء الناس والى اليوم لم ترجع القوة الشرائية لرواتب الموظفين الى ما كانت عليه قبل تلك الحرب على الرغم من الزيادات الكثيرة على الرواتب. واليوم يؤيد البعض دعايات الحوثي عن الحرص على المواطنين بينما همه الاساسي السيطرة على السلطة في البلاد. اذا وصلت الامور الى الحرب فان عشرة آلاف ريال لن تكفي لشراء دبة بترول. المغفلون الذين يصفقون للحوثي وهم يعلمون حقيقته مجرمون
المفاجأة في اجتماع الاخ الرئيس مع الحكومة واعضاء النواب والشورى صباح الخميس الماضي كانت افادة رئيس اللجنة الرئاسية الى الحوثيين، ان عبد الملك الحوثي طلب تجميد الاصلاحات السعرية فورا، وعرض تعويض الدولة بما كانت ستوفره في شهرين من الاصلاحات السعرية على حسابه الخاص، اي ما يعادل خمسمائة مليون دولار. وبحيث تكون الشهرين مهلة لدراسة الموضوع. ومن الاضح انه اذا تم القبول بهذا العرض فانه سيحقق نصرا مدويا.

- السؤال البديهي هو من اين له هكذا مبلغ؟
وهل وصل التمويل الايراني هذا المستوى؟
ام انه يمارس التهريب والتجارة المحرمه مع شريكه المهرب الشهير الذي عينه محافظا لصعده؟
وكنت مع مجموعة من الاصدقاء ذوي الوزن الثقيل علما وخبرة سياسية وتناولنا آفاق الهجمة الحوثية على صنعاء. وبعد استعراض عدد من السيناريوهات انطلاقا من واقع الجماعة الحوثية وتاريخها وتطورها، كانت الخلاصة التي تم التوصل اليها ان امكان تحقيق الحوثي لاي مكسب في ضوء افعاله وردود افعاله كمؤشر على ما سيحدث، تساوي صفرا. وكان السيناريو المرجح هو حدوث معركة يخسر فيها كثيرا من اتباعه وسقوط ضحايا كثر في صفوف مناوئيه ومن المواطنين الابرياء في صنعاء وما حولها، وان حاشد ستنقلب عليه وسيخسر كل ما كسبه هناك . وانه سيخسر سلطته في حجة والجوف بل وصعدة بعد تعرض قواته ومركز سلطته لضربات جوية ساحقة وسيتم اعلان الحوثية جماعة ارهابية محليا ودوليا. ومن جهة اخرى ربما تجري، نتيجة لحجم الضحايا، انتخابات رئاسية مبكرة.

- الخلل العقلي:
بعد عودة حسين الحوثي من ايران، المعجب حد الجنون بالخميني وفكره- كرس جهوده في نشر الفكر الاثنى عشري الخميني بداية من مسقط رأسه في منطقة( مران) التابعة لمحافظة صعدة، شمال اليمن، من خلال قيامه وأتباعه بتوزيع محاضرات مسجلة له في كاسيتات وأخرى مكتوبة في ملازم على الناس، يمجد فيها الخميني وثورته وافكاره ومقاطع من خطاباته، ومنها شعار الصرخة التي اطلقها الخميني(الموت لاسرائيل.. الموت لامريكا.. اللعنة على اليهود)، زاعما- حسين الحوثي- لطلابه او اتباعه انه» المهدي المنتظر وعلى الجميع مبايعته على ذلك، حيث كشفت التحقيقات الامنية مع احد اتباعه ضبط اثناء حرب صعدة الاولى، يُدعى فارس مسفر سالم من أهالي ساقين بصعدة، على وثيقة مبايعة للحوثي باعتباره الإمام والمهدي المنتظر وحجة الله في أرضه في هذا الزمان. وهذا اكبر دليل على الاختلال العقلي.
ومن جهة ثانية ، كان خطاب عبدالملك الحوثي مساء الخميس قبل الماضي مادة جيدة لتحليل نفسي. فالخطاب على قدر علمي يظهر بوضوح انه مختل عقليا ومصاب بنوعين من الجنون (البارانويا)، هما جنون الاضطهاد وجنون العظمة، اضافة الى قصور كبير في الادراك السليم. فهو يرى انه وجماعته البائسة الشغل الشاغل لامريكا واسرائيل والغرب كله، ويموه المستهدف بالامة وهو بعني نفسه وذلك جنون الاضطهاد. أما جنون العظمة فيتجلى في احساسه المبالغ فيه جدا بقدرته على تغيير المعادلات العالمية، وفي التهديدات التي وجهها للدول الكبرى. اما الخلل الادراكي فهو الجانب المضحك والماساوي في شخصيته اذ يعتقد ان شعاره المضحك هو وسيلة هذا التغيير العالمي واداته. ويعتقد الحوثي ان مهمته المقدسة تكمن الان في التخلص من القاعدة والدواعش والعلمانيين المتاثرين بثقافة اعدائه ( الغرب وامريكا واسرائيل) وبالاجمال التخلص من كل ماهو غير حوثي.
آخر الكلام
الحوثية حركة مذهبية سلالية مقيتة انظروا الى مؤيديها على وسائل الاعلام انهم من نفس الحظيرة والسلالة ومن نفس العصابة التي تريد اعادة تسلطها وتعاليها على عباد الله او من عملاء طهران وبؤرة بيروت من حثالة الاعلاميين ولكن هيهات.