يحي القحطاني
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
يحي القحطاني
الفساد في اليمن .. دمر الارض والانسان
اليمنيون (مدبرين).. من يوم خلقهم الله
مآسي اليمنيين .. من فئران (السد) ... إلى ديناصورات (موفنبيك)

بحث

  
مأساتنا من أحزابنا
بقلم/ يحي القحطاني
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 29 يوماً
الإثنين 25 أغسطس-آب 2014 08:33 م

لقد أثبتت الأيام والأحداث أن ما جرى،وما زال يجري على الأرض اليمنية،منذ بداية ألأزمة السياسية عام 2011م وحتى تاريخه،بأننا أمة معطوبة بأدوات التخلف والجهل والاتكالية والعجز،والتعصب والغباء السياسي والتنموي وبلادة العقل،على يد أحزابنا السياسية بمختلف ألوان طيفها،والتي كانت تقدم نفسها بمثابة المخلص المؤتمن لليمنيين،ثم تجدها وقد صارت مجرد وكر لعصابات،مناطقيه أو مذهبية أو قروية أو أسرية،ترفع شعار(أنا الحزب والحزب أنا)ولا ترى أبعد من تحت قدميها،ومعيار النجاح لديها إنما يتمثل بقدرتها على الاستحواذ،وإقصاء كل من يبحث عن معايير وطنية ونزيهة.
للعمل داخل الحزب والدولة،وعجزت جميعها تقريباً عن تقديم النموذج المثالي للناس،ولم تستطع أن تكون لهم بمثابة القدوة الحسنة،التي يبحثون عنها وينشدونها،فوصلت الدولة اليمنية إلى منحدرات مخيفة، وقاتلة في واقعها وحاضرها السياسي والتنموي،وصار الجهل والتخلف والأمية عناوين فضائها ألاجتماعي،وتغول الفساد في مؤسساتها وتحكم في مقدراتها،وأصبح غير مقتصر على المؤسسات الرسمية،لكنه امتد لينخر في مفاصل المؤسسات الجماهيرية،وفي مقدمتها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني،والتي عكست نفسها على النظام وعلى أجهزة الدولة.
فعطلت فاعليتها وشلت قدرتها على معالجة المشاكل المتنامية،هذه ألأحزاب مازلت تستدعي المشكلات لا لتحلها بل لتتواجه وتتحارب بها،فبعضها تدافع عن حكومة فاشلة و فاسدة بامتياز،ويقولون بأن بقاء الحكومة،هوا للمحافظة على النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية،بينما أهدافهم تنحصر بعودة الخلافة ألإسلامية،وأن يكون الحاكم من أهل الحل والعقد فقط،وبعض ألأحزاب أو الجماعات يستغلون الظروف ألاقتصادية لأبناء الشعب،ويرفعون شعارات تكتيكية،لإلغاء الجرعة وإعادة الدعم الحكومي للمشتقات النفطية،وتغيير الحكومة.
وهم يعرفون أن الدعم يذهب للهبارين والتجار،وليس للفقراء والمستحقين،وأن الدعم يعتبر بؤرة فساد،بينما أهدافهم تنحصر بعودة الخلافة المغتصبة منهم منذ 1400عام،وأن يكون الحاكم في البطنين، ويطالبون بإشراكهم بالحكومة بنسبة أكبر مما حدد لهم سابقا،والبعض لا يريد انتخابات ويريد التمديد،وهكذا ظلت أزماتنا وقضايانا خارج مرمى الحلول،في حروبنا المديدة ضد أنفسنا ومصالحنا،وعلى مدى عقود وأوضاعنا ألاقتصادية والأمنية والسياسية تتعقد ومشاكلنا تكثر،وأمراضنا تشتد ونتعامل معها على نحو يعمق الاعتلال أكثر وأكثر.
وظل المشهد السياسي اليمني بائس،بسبب استهداف فكرة الدولة وضرب أي مشروع مدني تحديثي،يهدف للخروج باليمن من إطار التوليفة القديمة القائمة،على مبدأ الولاء الشخصي والحزبي الفئوي،إلى أفق أكثر عدالة ووطنية ينشدها أبناء اليمن،وما يحدث اليوم في اليمن من حروب مذهبية وإرهابية،وتهديد العاصمة صنعاء يتضح أن كل أوراق الأزمة السياسية تمت إعادتها،لتحل محل النخبة السابقة،وأصبحت الأحزاب والكتل السياسية،والتحالفات السلطوية والقبلية،عبارة عن مشاريع عصابات ومافيات مُرخصة،تعبير عن مصالح الزعامات التقليدية والأصولية،التي هيمنت على شؤونها واستحوذت على كل مقدراتها.
قلة مصلحيه غلبت عليها الانتهازية وثقافة التكويش،حولت دوائر الأحزاب وفروعها وقطاعاتها،بمثابة إقطاعيات أبدية لنافذين داخل هذا الحزب أو ذاك،بحيث سيطرعلى كل شأن من شؤون الحزب،وصي مخلد هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة،في الشؤون الحزبية والمالية والترقيات،بواسطة شلة مقربة منه هي على شاكلته،ومن نفس جنسه لا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد الواحدة،أما غالبية الأعضاء الحزبيين فهم مجرد ديكور استعراضي،في الميادين والمؤتمرات والمسيرات لترديد الصرخات والشعارات،فالصرخة عند الحوثيين(الله أكبر-الموت لأمريكا-الموت لإسرائيل-اللعنة على اليهود-النصر للإسلام)والشعار عند ألإصلاحيين(الله أكبر-العزة لله-النصر للإسلام-ولله الحمد)هذه الشعارات والصرخات لم تشبع جائعا ولم تؤمن خائفا.

yehia-alqahtani2010@hotmail.com‏

 
Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/طارق مصطفى سلام
حقيقة ما دار من مفاوضات في صعدة
كاتب/طارق مصطفى سلام
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
مغامرة الحوثيين
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
كاتبة/نُهى البدوي
مبدعو اليمن أيضاً يبكون..!!
كاتبة/نُهى البدوي
صحافية/نادية عبدالعزيز السقاف
مصالحة وطنية.. ولكن؟
صحافية/نادية عبدالعزيز السقاف
صحافي/عباس غالب
بصيص ضوء في عتمة المشهد
صحافي/عباس غالب
صحيفة/26 سبتمبر
من أجل المستقبل الواعد
صحيفة/26 سبتمبر
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية