|
المقاومه الفلسطينيه وعبقريه اداره الصراع السياسى
بقلم/ محمود ابراهيم صديق
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 18 يوماً الإثنين 04 أغسطس-آب 2014 01:17 ص
قد يتسائل الكثيرين عن الطبيعه الاحترافيه للاداء السياسي لحركه حماس و الارتقاء السريع في اجاده فن اداره رقعه الشطرنج سواء علي المستوي الاقليمي او المستوي الدولي و امتلاك رؤيه متكامله لاستراتيجيه اداره الصراع مع الكيان الصهيوني سواء علي المدي القصير والبعيد .المقاومه الفلسطينيه تتحدث كدوله و التنسيق بين الفصائل الفلسطينيه الان في أعلي مستوياته فجميعهم مع حركه حماس يتحدثون بنفس المباديء و و يتمركزون علي ارضيه واحده فرضتها القدره العسكريه لكتائب القسام .أضف الي التكامل و دقه الاتصال بين جبهات المعركه و الاطراف السياسيه التي تتحرك وتتفاوض دبلوماسيا وهو ما يظهرهم اذا التقطت الصوره من الاعلي دوله كبيره مكتمله الاركان ...
قبل ان تبحث في اليات تعاطي السياسه لدي حركه حماس و ابعاد رؤيتها الاستراتيجيه في اداره الصراع علينا ان ننتبه ان حركه حماس تعي جيدا عدد الاوراق الفاعله و الضاغطه التي تمتلكها و متي وكيف في حسابات السياسه تستطيع ان تحقق بها النقاط ..لكن استراتيجه حماس لابعاد الصراع بدات من يوم ان نادت بضروره المصالحه الفلسطينيه وتوحد الجميع تحت مظله واحده ليس للتغير الاقليمي الذي حدث في مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو وفقدان الحركه للظهير الرسمي الاقوي لها في المنطقه و انما كانت رؤيه اكثر بعدا من الحركه في ضروره رأب الصدع حتي لا تقف منفرده في معسكرها مع اي اعمال غدر تقع علي القطاع من جانب العدو الصهيوني والقاء الكره بملعب السيد ابومازن للقيام بمهامه كمسؤل او حتي علي الاقل كرجل دوله ..
قبل البحث في اليات التفوق السياسي لحركه حماس و دقه تنظيم الادوار بين اعضاء الحركه علي مستوي المكتب السياسي و ايضا دقه الضبط الاعلامي والخطاب الاعلامي الراسخ والموجه والذي يعتمد علي دقه توجيه البوصله من السيد خالد مشعل الذي يعطي رؤيه ابعاد المرحله واتجاهات التحرك السياسي و ثوابته في ظروف بالغه الدقه و التعقيد حيث فقدان الظهير العربي القوي الذي يمد بالاساس الي الطرف الاخر ...قبل ان اتحدث عن رؤيتي في هذا الاتجاه اريد ان أشير الي تماسك الجبهه الداخليه لحركه حماس و المقاومه الفلسطينيه وعلاقتها بالداخل الفلسطيني نحن نري الان عدد الشهداء من ابناء الشعب الفلسطيني يتذايد ومع ذلك تجد الشعب الفلسطيني في غزه لا يلقي اللوم كما تفعل الحكومات العربيه علي حركه حماس او يحملها المسؤليه وانما تجد اروع أيات الصمود والتحدي و اعتقد ان هذا هو التحدي الاكبر الذي يواجه اي حركه مقاومه في العالم وانتصرت فيه حماس و تفوقت علي نفسها في بناء جبهه داخليه قويه تؤمن بالمقاومه كخيار استراتيجي وليس السلام المبني علي التطبيع والاذلال ...
المعركه السياسيه لا تقل شراسه و ضرواه عن معركه الميدان وفي غياب الظهير الرسمي الذي بدا منحازا للطرف الاخر في مبادرته كان يتعين علي الحركه البحث بدقه عن ادوار فاعليه اقليميه تستطيع ان تتحدث بمطالب الشعب و حتي تتفادي معها العزله السياسيه وتكون غطاء و مظله دبلوماسيه لتوجهات الحركه فيما اعتبره خطوه كانت استباقيه من الحركه تعاملت معها بذكاء منقطع النظير ...المقاومه اجمالا تصدر خطاب اعلامي متزن لم ينصرف لخلق جبهات خلافيه مع الاقارب العرب ولم ينجر الي معارك كلاميه مع الاعلام المصري و احتفظت كوادر الحركه علي طول الخط بحق الرد علي حاله الخبل التي تنتاب الاعلام المصري تجاه القضيه و بحق افرز الصراع عن كوادر عالميه علي مستوي الاعلام لدي حماس فقد وجهوا المعركه السياسيه في اتجاه خط مستقيم لمواجهه العدو الصهيوني فقط لعدم اضاعه الجهود ..
ادراك اوراق اللعبه ظهر جليا لدي اعضاء المكتب السياسي لحماس ايضا اتوقف عند نقطه الادراك التي تجعلهم يحتاطون جيدا و يخططون لمعركه طويله الامد فلم تغرهم نجاحات ميدانيه علي ان يندفعوا او ينفلتوا اعلاميا او دبلوماسيا و انما يأتي الاتزان في اداره الصراع من ادراك لبعد مدي المعركه وتطوراتها علي الارض .اتصور ان البناء الصلب في البنيه التنظيمه للحركه وما جعل استحاله و صعوبه اختراقها مخابراتيا من العدو الصهيوني ايضا امرا نتوقف عنده كثيرا لا يخفي علي احدا ذكاء قادتها و صمود ابطالها في الميدان ما جعل من السياسيين يفرضون اوراقهم و جعل منها فرسانا في موائد التفاوض .
.الامر الذي يبدوا الي الان بحاجه لرؤيتهم وهو ما ظهر مؤخرا من مواقف دول امريكا الاتينيه من معارضتها للحرب اتصور علي مستوي اداره الصراع سوف تتوجه قياده حماس الي الاندماج أنيا في هذه التكتلات التي اعلنت بشكل مباشر دعمها للقطاع و اضافه اطراف دوليه فاعله ايضا الي كتلتها ومظلتها الدبلوماسيه
- اخيرا اقول اننا امام حركه تعبر عن دوله وعن ضمير أمه و عن شرف العروبه لا تستطيع ان تتجاوز بالتحليل مهارتهم في اداره المعركه و فنيات التعاطي مع الصراع سياسيا ..ليس هنا المقام لان نرفع القبعه لاداره الرجال فذاك لا يكفي وانما كلنا هم اذا غدوا في مقاومتهم ضد الاحتلال ..لله در الرجال في ميادينهم ..... |
|
|
|
|
|
|