|
مرة اخرى.. من الذي يُقزِّم ويُهمِّش تعز؟!!
بقلم/ يحيى عبد الرقيب الجبيحي
نشر منذ: 10 سنوات و 6 أشهر و 12 يوماً الإثنين 12 مايو 2014 05:18 م
ـ (يظل الغرور دائما نعمة لصغار النفوس).. الشاعر الانكليزي - وليم شكسبير.
ـ لأول مرة منذ عودتي الى الوطن واستقراري بالعاصمة صنعاء قبل قرابة ربع قرن أغيب عن تعز ثم عن مسقط رأسي بها، لأكثر من أربعة عشر شهراً، فقد كانت زيارتي قبل الاخيرة في يوم الاربعاء 30 يناير 2013م.
حينما تلقيتُ مكالمة بوقتٍ مبكر من تلك اليوم تخبرني بوفاة أمي - يرحمها الله - فذهبتُ على عجل، على أمل الوصول ولاتزال تنبض بالحياه، لكن القدر كان أعجل، لأجدها جثة هامدة , ولأعرف الموت المعرفة الحقة، حيث مثَّل لي بموتها أقسى انواع الموت وأشده وقعاً على النفس بأخذه الأقرب الىَّ عرضاً وجوهراً.
ـ ومهما كانت قوة الصبر والتحمُّل الا انهما أوشكا أن يغيبا عن التحمل حينما شاهدتُ جثمانها.. وبسبب حجم حزني لموتها، رغم يقيني بقضاء الله وقدره وبأن الحزن كما قال الشيخ الفاضل عائض القرني: (تكدير للحياه، وتنغيصٌ للعيش)، ورغم يقيني أيضاً أن العاطفة حينما تنطلق دون فرامل ودون تعقُّل فانها تصبح بمثابة نار تظل تتلظى بنفس الانسان ولاتنتهي الا حينما تخمد , وعند العودة الى الايمان المطلق بالله وبقضائه وقدره..
ـ مع ان البكاء والحزن على الأم - أية أم - إنما يأتيان عند غياب من كان المصدر الأول للحياة وللفرح والبهجة والسعادة!.
ـ وها أنا اصل الى مسقط رأسي لأول مرة دون أن تستقبلني أمي بالأحضان كما عودتني.. ولأجد بسبب غيابها كل ما ومن حولي غائباً عن الوجدان والشعور وان لم يكن كذلك بالعرض! رغم وجود كل ذكريات أمي، بجانب وجود أرحام وجيران وأقارب وفي مقدمتهم شقيقتي التي باتت بمثابة أم بجانب كونها شقيقة - رعاها الله -
ـ وذهبتُ الى قبر أمي لقراءة الفاتحة، فتخيلتها تقف امامي بجمالها الطبيعي ووعيها الفطري وقوتها رغم ضعفها الجسمي، وببساطتها العفوية، وكأنها لاتزال تعاملني كطفل وهي توجهني بالمحافظة على الصلاة وبعدم الحرص على الدنيا الفانية.. ولأني أطعت توجيهها .. فها أنا لازلت كما كنت عليه عند بداية عملي الوظيفي ؟!! فالحمدلله على كل حال.
أجل.. تخيلتها وأنا أقف امام قبرها كما لو أنها لا زالت حية - يرحمها الله - وما ذلك الا لأنها كانت لي ولأشقائي هي الأم والأب معاً، بل كانت لنا بعد وفاة والدنا - يرحمه الله - كل شئ في الحياه، لنفقد بفقدانها حباً وحناناً يستحيل تعويضهما! وصدق من قال - والذي أحسبه جبران خليل جبران - أن أعذب ما تحدثه البشرية هو لفظة (الأم) وأجمل مناداة هي (ياأمي)..
ـ ولغياب أمي جسداً لا روحاً عن مسقط رأسي والذي كنتُ أقضي معها أياماً.. صعب عليَّ بزيارتي الأخيرة المكوث فيه يوماً كاملاً، لأعود الى تعز (المدينة) التي مكثتُ بها أياماً لأجدها مقزمة ومهمشة في الحاضر كما كانت كذلك في ماضيها القريب.
ـ فمن الذي يُقزَّم ويُهمِّش تعز؟!!
ذلكم هو موضوع هذه "الدردشة" ملتمساً العذر سلفاً من القارئ إن أشركتهُ بحزني على أمي بما قمتُ بسرده آنفاً! ولأن هذا السرد أعتبرته بمثابة مدخل لما أطرحه عن تعز هنا!!
ـ فلقد سطرتُ مقالة بنفس عنوان اليوم قبل أكثر من ستة أعوام بصحيفة (الشارع) الأسبوعية حينها - اليومية حالياً- وها انا اكرر العنوان ذاته وان بصيغ وجُمل شبه مغايره، مع توحُّد الجوهر في الأمس واليوم.
ـ إن ما أود قوله عن تعز.. هو انها كانت قبل سنوات قليلة تتمتع بخدمات عامة اكثر بكثير مما باتت عليه اليوم، وساعد على ذلك مساهمة ميناء المخاء حينما كان ميناءً حقاً إضافة الى مطارها الذي كان بمثابة خلية نحل بسبب الزحام فيه وصولاً ومغادرة رغم صغر حجمه وافتقاره ولايزال لمعظم مقومات المطارات المعتبرة.
ـ لكن تعز اليوم توسعت حجماً بصورة غير متوقعة .. بفضل الهجرة غير المدروسة من أريافها إليها، ثم بفضل بعض المغتربين ممن كان لهم الدور الأكبر في ذلك التوسع والذي حدث دون تخطيط في غالبه ، بينما ظلت الجوانب الخدمية العامة ، والتي كانت تخدم عدداً محدوداً من السكان هي ذاتها رغم التعداد السكاني الهائل اليوم , ورغم توسعها.. وان حدثت بعض التطورات الخدمية فإنها تظل قاصرة، بل ان ماحدث اليوم هو تخريب لبعض خدمات الأمس ودون مبالغة بذلك.
ـ فما هي أهم الأسباب التي أوصلت تعز الى ما وصلت إليه من كوارث، خاصة بجوانبها الخدمية والتربوية والأمنية؟!
ـ هل الأسباب الظاهرة وراء ما وصلت إليه من وضع لا يسر محباً لها.. والتي منها على سبيل المثال وليس الحصر..
-كثافة الهجرة الى تعز المدينة من أريافها، والتي تأتي بسبب حرمان معظم الأرياف من الخدمات الضرورية خاصة التعليمية والصحية؟!
ـ عودة معظم المغتربين بعضهم بسبب ظروف وأوضاع دول الجوار التي لم تعد كما كانت قبلاً! وبعضهم للاستقرار بتعز وقيامهم ببناء منازل ومحلات تجارية دون خطط مدروسة وعلى حساب خدمات محدودة ؟! إضافة الى عدم معالجة مشاكل بعضهم التي يواجهونها من يعض ضعاف النفوس وممن يتاجرون بقضاياهم عبر الإبتزاز والتطويل في حلها..!
ـ البطالة.. خاصة بين الخريجين والتي يرجع بعضها الى الفساد المنتشر بمعظم مكاتب الوزارات والأجهزة الحكومية والاستحواذ على الوظائف من بعض غير المؤهلين وممن يعدون بمثابة محنطين ومعتقين الذين يظلون بوظائفهم حتى الوفاة ؟!
ـ غياب المشاركة الشعبية في الجوانب التنموية بالذات , والتي ترجع بمعظمها الى غياب القدوة الحسنة التي تتوافق أفعالها مع أقوالها ؟
ـ تدني الوعي السياسي والثقافي لدي أبناء تعز مدينة ومحافظة ، وهو عكس ما كان عليه جيل الأمس القريب؟!
ـ قد تكون هذه الأسباب مجتمعة بجانب أسباب اخرى غير مجهولة لأمثالي !.. وراء ما آل إليه الوضع في تعز اليوم ؟!
ـ لكن هناك سبب آخر هو الأساس حسب فهمي والذي يتمثل بوجود مجموعة طفيلية من أبناء تعز ذاتها، التي هي وراء ما حلَّ بها من دمار , بل ووراء تقزيمها وتهميشها عرضاً وجوهراَ ! بعضها ابتليت بالحزبية والتي اعتبرتها فوق الوطن .. لتصبح عندها غاية وليست وسيلة .. عقيدة وليست مجرد طريقة تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وتنموية واضحة ومحددة !.. حتى بات هذا البعض يردد ولو مع ذاته قول الشاعر :
( كل فرد من الرعية عبدٌ ** ومن الحزب كل فرد أميرُ )
مع أن الحزبية في اليمن باتت مجرد كيانات مرتبطة بمرجعيات دينية أوسياسية أو شخصية أو أمنية .. كما باتت مجرد هياكل جسدية دون روح، تحرص على مصالح فردية وليست جماعية.. والبعض الأخر هم الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على تعز .. رغم افتقارهم لنخوة وكبرياء وإعتزاز ووطنية وإخلاص رجال الأمس الذين لم يكونوا أوصياء بقدر ما كانوا خداما لرعاياهم .. فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل تكرار أمثال : احمد محمد نعمان ومحمد علي عثمان ومحمد عبدالملك الهياجم وأحمد عبدالجبار نعمان وأمثال هذا الرعيل الأول .. ليس فقط بين من يدعون الوصاية على تعز اليوم وانما بين بعض أبناء وأقارب هؤلاء أيضا ؟!..
ـ إن هؤلاء الحزبيين والأوصياء هم الذين يقزمون ويهمشون تعز, وهم وراء وضعها المزري اليوم .. إذ لا حاجة لاتهام نظام سابق ولا لاحق .. لا مؤتمر ولا إصلاح .. لا مشائخ ولا أشباه مشائخ ..
( نعيب زماننا والعيب فينا ** وما لزماننا عيب سوانا )
ـ لقد كان لبعض أبناء تعز الفضل بعد الله في إنطلاق ثورة الحادي عشر من فبراير عام 2011 م والتي عمت كل أرجاء الوطن اليمني .. والتحم السواد الأعظم من ابناء اليمن بهذه الثورة التي بشرت بالحرية والحياة الكريمة لمجتمع أضناه صقيع الخنوع ولوضع حد لمعاناته في ضنك العيش ولكي يتجه الجميع إلى بناء وطن يعيش فيه الجميع بجو من الحرية والدعة والإطمئنان والحصول على الضروريات الممكنة .. عبر تكافؤ الفرص وتطبيق القانون على الجميع .. لا تلفحهم أيادي البطش ولا تسلط عليهم أدوات القمع والفساد ..
ـ إلا أن ما حدث جاء عكس ما كان يتطلع إلى تحقيقه البؤساء من ثورة الشباب هذه !! .. فمن كانوا ولا يزالون بمثابة حجر عثرة أمام تطور اليمن وازدهاره هم أنفسهم الذين أفرغوا ثورة الشباب من تحقيق أهدافها .. فغدى العقل الذي حكم قبل ثورة الشباب هو الحاكم ذاته بعدها !.. ثم وهو الأخطر .. أصبحت الحزبية بعد ثورة الشباب هي القائد والرائد والمهيمن بل والمؤهل الأول والأخير لشغل المناصب السياسية والقيادية .. وكان لتعز مدينة ومحافظة النصيب الأكبر من هذا العبث الذي عم اليمن اليوم !! وإن كان الأمل لا يزال يراود أمثالي ! خاصة بعد ظهور بعض نتائج مؤتمر الحوار الوطني وفي مقدمتها نظام "الأقاليم " ..
ـ وإستبشرت كما استبشر غيري بوصول أحد أبناء أكبر وأشرف أسرة تجارية انجبتها تعز واليمن بعصرها الحديث .. أعني.. شوقي أحمد هائل سعيد أنعم محافظا لتعز ..
ـ ولكن .. رغم مرور أكثر من سنتين على مباشرة مهامه , فإن تعز لا تزال تعاني الأمرين - فالإنفلات الأمني غير المعهود .. وانتشار الفساد بصورة مزعجة وافتقار للخدمات العامة وعدم انضباط وظيفي وغير وظيفي وإستهتار واللامبالاة بما يحدث ؟؟ كل ذلك وغيره بات ماثلا للعيان !!
ـ أجل.. لاتزال تعز تئن من جراحها .. وينزف دمها قطرة قطرة دون مجيب .. تشكوا من وضعها الكئيب دون ملبٍ يضع حدا لألامها ، ويحاول مجرد محاولة لتضميد جراحها ويعيد بعض مياهها إلى مجاريها _- حتى باتت تعزالهامة تاريخيا ودينياً وثقافيا وتجاريا وسياحيا لا تدري إلى أين تتجه .. ولا ماذا يراد لها ؟!! ..
ـ والسبب أو الأسباب .. ليست بمحافظها الذي أحسب أنه حريص على تعز محافظة ومدينة بقدر حرصه على سمعة ومكان ومكانة أسرته التجارية التي غدت عبر بذلها للخير وتوفير بعض الخدمات متواجدة في غير مكان من الوطن اليمني وبمثابة عنوان جلي لدى الخاص والعام !! .
ـ ولأنه يصعب إن لم يستحيل معالجة أوضاع تعز مهما بذل محافظها وبعض الخيرين فيها من جهد في ظل وجود من لايزالون يقزمونها ويهمشونها من بعض أبنائها وبكل إصرار وترصد .. الذين يدعون الحزبية والوصاية بينما هم يهدفون مما يقومون به من هدم لمدينتهم الى تحقيق المكاسب الشخصية والمشاريع الصغيرة - من عديمي الثبات على المبادئ وسريعي الإنقياد والطاعة.. المعروفون بالإنتهازية الحزبية والسياسية والشخصية والذين كانوا قبل ثورة الشباب كما ظلوا بعدها بمثابة "دمى" يحركها "المركز " وبمثابة " سدنة" مأجورون ورواداً للفتن والتضليل وللإيهام والتمويه والذين تربعوا ببعض مراكز القوى والأحزاب .. وحولوا طاقات الشباب إلى مجرد أيادي تصفق وحناجر تهتف!! فجعلوا الولاء لبعض حكام الأمس ولتوجهات قيادات حزبية قبل الولاء لمسقط الرأس !. متسائلا أحيانا .. كيف يقبل عاقل الإنتماء إلى جاهل والشريف إلى خائن والشجاع إلى جبان !!..
ـ إن هؤلاء هم الذين كانوا ولايزالون يقزمون ويهمشون تعز وهم من أهم أسباب ماألت إليه من وضع لايسر محبا .. والغريب أن هؤلاء أنفسهم .. هم من يدعي الحرص على تعز بينما هم العابثون بها .. يدعون إلى نظافة تعز بينما هم غارقون بالوحل .. يدعون إلى النزاهة بينما هم من يحاربها .. ويمارسون نقيضها .. يدعون إلى التواضع واللين ، بينما الغرور بات جزء من توجهاتهم وهو ما ينطبق عليهم مقولة شكسبير المتصدرة لهذه (الدردشة) .. إنهم يشغلون ابناء تعز بأتفه الأشياء .. ودون قناعة مما يمارسه بعضهم من عبث أحيانا !! كونهم يتحركون عبر " الريمونت كنترول ".
ـ فإذا أردنا تحرير تعز مما باتت تعاني منه اليوم فإنه لابد من القيام بثورة حقيقية وتغييرات جذرية ووضع حد لصخب القلة الحزبية ولمن يعتبرون أنفسهم أوصياء على تعز .. بجانب وضع حد لصمت الأكثرية على ما تشاهد أمامها .. والتي تبحث على الحقيقة ، بينما هي تحت جفون أعينها !
ـ فمعالجة قضايا ومشاكل تعز ليست بمراوغة الناس وتضليلهم وإنما بالحرص على هدايتهم وتبصيرهم.. وليست باستغلال البسطاء بالإدعاء على تمثيل تعز بينما أمثال هؤلاء إنما يحرصون على مكاسب زائلة وتحقيق مآرب شخصية , ولأن المحافظ أو الحاكم مهما كانت قوته ومصداقيته لايقدر على تحقيق النجاح إلا بوجود قوى إجتماعية قادرة على مساعدته ومقاومة أخطائه وتجاوزاته عبر القانون أيا كانت , وليس عبر الاإنتماء الحزبي أو الإدعاء الفئوي مع أن الشعوب في كل زمان ومكان .. لن تظل صابرة على الضيم .. ولن ترحم الحكام وقادة الأحزاب وأمثالهم .. ممن يسيؤون اختيار من يولونهم رقاب الناس
ـ ثم وهو الأهم .. لابد من ترشيد الجوانب الحزبية والسياسية والإدعاءات التمثيلية والفئوية وغيرها .. إن كان ولا بد منها في هذا العصر..
ـ وليكن هدف الكل تملك المعرفة لا المتعة أو المشاريع الصغيرة .. بجانب حرص الكل على إعتناق الحقيقة وحمايتها وليس تضليلها .. بحيث تصبح تعز هي القاسم المشترك بين الجميع مهما كان الخلاف الحزبي وغير الحزبي ..
ـ إضافة إلى حرص الجميع على توحيد جهود المواطن والحاكم من أجل وضع حد لمعاناة نعز ومن أجل بناء تنمية ناجحة كما وكيف ترتبط بالمشاركة الشعبية الفاعلة بعرضها وجوهرها !! ..
ـ أجل .. لابد من وضع حد نهائي لمن هم وراء تقزيم وتهميش تعز والذين هم وراء كل ما باتت تعاني منه اليوم ! وما لم يوضع حد نهائي لمثل هؤلاء الهواة .. الذين لا يستطيعون أن يرون أبعد من أنوفهم وذواتهم - ستظل تعز مقزمة ومهمشة وفي وضعها البائس اليوم- حتى يأتِ التطبيق الفعلي لإقليم "الجند" الذي قد يكون هو الحل الوحيد لوضع حد نهائي لمن يمارسون اليوم التقزيم والتهميش في تعز وإب معاً, ووضع فاصل حديدي بين الأقلمة وبين أمثال هؤلاء !! ..
ـ لأن بقاءهم .. عند تطبيق الأقلمة .. خاصة ان استمر "المركز" غير قادر على إدارة شؤونه واستمرار ركونه على أمثال هؤلاء .. سيظل يعاني مما يعاني منه اليوم على الأقل !! وقد يصبح الإقليم أقاليم .
ـ فإقليم الجند الذي يمثل بمحافظتيه - تعز وإب - يعد أكبر كادر سياسي وإداري على مستوى العاصمة وكل اليمن .. بجانب كونه أكبر كثافة سكانية وإدارية وفنية في القطاعين الخاص والعام .. اضافة إلى كونه أكبر دافع للضرائب والإتاوات وغيرهما .. رغم أن ذلك كما يعرف الجميع لا يتناسب مع حجم مشاركته السياسية ولا العسكرية ولا الأمنية ولا أقول في النفوذ السياسي المعدوم أصلا ؟! .
ـ أقول .. إقليم الجند الذي بجانب ماسبق ذكره من مميزات يمتلك أيضا أكثر من 30 موردا في الجوانب السياحية ورسوم الخدمات المتعددة .. وعائدات المغتربين .. وميناء المخاء .. والضرائب.. وغيرها من الموارد المالية .. اضافة إلى توجهات مواطنيه الثقافية والسياسية والفكرية والمدنية والتجانس القائم بينهم سيصبح حتماً أنجح مما عداه .. وسيتحقق لمواطنيه الذين ظلوا ولا يزالون يشعرون بالغبن والقهر .. الكثير والكثير ..
ـ إلا أن ذلك النجاح المؤمل، يتوقف تحقيقه على اسناد شؤون الإقليم إلى شخصيات مؤهلة علمياً وعملياً .. مستقلة حزبياً وفئوياً ! وطنية , إنتماءً وولاءً .. صادقة عرضاً وجوهراً .. شخصيات تنطلق من توجهات ورغبات المواطن وليس من "المركز" أو "الحزب" .. تؤمن بتحالفات مع الوطن والمواطن وليس مع زيدٍ أوعمرو .. تمثل المحتاج لأبسط الخدمات الضرورية وليس المحتكر لها ولغيرها ..تتحدث بإسم تعز , ومن في تعز , وليس بإسم الزعيم أو القائد أوالحزب أوالشيخ !!..
ـ أما اذا تكررت نفس الشخصيات أو حتى بعضها .. التي هي وراء تقزيم وتهميش تعز وإب في الأمس واليوم .. والمعروفة لدى الخاصة والعامة .. فإن إقليم الجند قد يصبح أثرا بعد عين وستظل تعز هي ( تعس ) على حد تعبير زميلي فكري القاسم ..
- ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد .
إلى الزميل /أحمد غراب .. بعد صيام مؤقت عن الكلام المباح والبواح .. لظروف عديدة .. جاءت مقالتكم المنشورة بصحيفة : (الثورة) في 9/5/2014 م بعنوان : ( لو تكلمت تعز ) لتكون الدافع الأول لي في تسطير هذه "الدردشة " فهاهي تعز تتكلم بلسان أحد أبنائها والذي يأمل أن كل ما سطره هنا اجتهاداً .. يعبر عن تعز وإب ومن فيهما .
Aljupaihi@hotmail.com |
|
|
|
|
|
|